كشفت وكالة ناسا ونظيرتها الأوروبية "إيسا"، عن أوضح صورة لمذنب بين نجمي نادر، التقطت بعدسة تلسكوب هابل الفضائي، في مشهد مذهل لزائر قادم من خارج نظامنا الشمسي.
زائر قادم من خارج نظامنا الشمسي
المذنب، المعروف باسم 3I/ATLAS، تم رصده لأول مرة في الأول من يوليو الماضي بواسطة تلسكوب في تشيلي، ويُعد ثالث جسم بين نجمي يكتشف أثناء مروره عبر النظام الشمسي، بعد "أومواموا" في عام 2017، و"بوريسوف" في 2019.
سرعة هائلة ومرور آمن
يندفع المذنب نحو النظام الشمسي بسرعة مذهلة تصل إلى 209,000 كيلومتر في الساعة، ما يجعله أسرع جرم معروف من خارج المجموعة الشمسية. وبرغم سرعته، فإنه سيمر بالقرب من كوكب المريخ وليس الأرض، على مسافة آمنة من الكوكبين، وعندما التقط هابل صورته، كان على بُعد 445 مليون كيلومتر من الأرض.
شرنقة من الغبار على شكل دمعة
الصورة التي التقطها التلسكوب الفضائي تُظهر شرنقة من الغبار على شكل دمعة تُحيط بالنواة الجليدية الصلبة، التي يُعتقد أن قطرها لا يتجاوز 5.6 كيلومترات، بل قد يكون أصغر بكثير – حوالي 320 مترا فقط – وفقا لتقديرات علماء الفلك.

نوافذ جديدة لفهم الأجسام بين النجمية
ورغم أن سلوك المذنب يشبه سلوك المذنبات التي نشأت داخل نظامنا الشمسي، فإن سرعته الفائقة تُعد مؤشرًا قاطعًا على أصله النجمي البعيد.
ويُعتقد أنه كان يسبح في الفضاء بين النجوم لمليارات السنين، قبل أن يدفعه تفاعل الجاذبية مع أحد النجوم إلى مسار عبر مجرتنا مرّ به بالقرب من نظامنا الشمسي.
من المتوقع أن تُسهم الملاحظات التي توفرها تلسكوبات فضائية أخرى مثل "جيمس ويب"، و"سويفت"، بالإضافة إلى التلسكوبات الأرضية، في الكشف عن المزيد من المعلومات حول تركيب هذا الجسم الغامض قبل أن يغيب عن الأنظار في نهاية سبتمبر، ليظهر مجددًا مطلع ديسمبر بعد عبوره القريب من الشمس.
اكتشاف جاء في توقيت لافت
ومن بين العلماء المهتمين بدراسة 3I/ATLAS، يبرز اسم ماثيو هوبكنز، طالب دكتوراه حديث التخرج من جامعة أكسفورد، والذي صادف اكتشاف هذا الجسم بعد خمسة أيام فقط من إنهائه لأطروحته التي ركزت على التنبؤ بخصائص الأجسام بين النجمية.
يقول هوبكنز إن سرعة 3I/ATLAS "توفر أدلة مهمة حول عمره وتركيبه"، مشيرًا إلى أن فريقه طوّر نموذجا علميا يجمع بين بيانات من مجرة درب التبانة ونماذج تشكل الكواكب، يُعرف بـ"نموذج أوتاوتاهي-أكسفورد"، بهدف فهم الأجرام النجمية الغريبة.
أقدم من الشمس
تشير الدراسات إلى أن عمر هذا الزائر الغامض قد يبلغ أكثر من 7.6 مليار سنة، أي ما يعادل نحو 67% من متوسط أعمار الأجسام بين النجمية – وهو عمر يفوق عمر الشمس ونظامنا الشمسي، الذي يُقدر بـ4.5 مليار سنة.