قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

من بقايا نجم محتضر.. اكتشاف كوكب يتمرد على قوانين الفلك

كوكب
كوكب

في اكتشاف فلكي يسلط الضوء على مدى تعقيد وغرابة الكون، رصد فريق دولي من العلماء كوكباً عملاقاً يدور بعكس اتجاه الحركة المعتادة في نظامه النجمي الثنائي، فيما يعتقد أنه نشأ من بقايا نجم ميت، في تحدي غير مسبوق لنظريات تكون الكواكب التقليدية.

كوكب غامض  

الكوكب الغامض، الذي يدور في نظام "نو أوكتانتس" النجمي، يعتبر واحدا من الحالات النادرة التي ترصد فيها حركة كوكبية تراجعية (أي تدور عكس اتجاه النجم)، في نظام ثنائي يضم نجمين يدوران حول بعضهما كل 1050 يوماً.

وقد قاد هذا الاكتشاف البروفيسور مان هوي لي من جامعة هونغ كونغ، بالتعاون مع طالب الدراسات العليا هو وان تشنغ، ضمن دراسة نشرت مؤخرا في مجلة Nature العلمية.

وبحسب ما نقلته منصة Daily Galaxy، فإن هذا النظام الثنائي يعود إلى ما يقارب 2.9 مليار سنة، ويضم نجمين الأول "نو أوكتانتس A"، نجم شبه عملاق تفوق كتلته الشمس بـ1.6 مرة، والثاني "نو أوكتانتس B"، الذي تقل كتلته حاليا عن نصف كتلة الشمس.

لكن اللافت أن النجم الثانوي كان في بدايته أكبر بكثير، إذ قدر العلماء كتلته الأصلية بـ2.4 مرة من كتلة الشمس، قبل أن يفقد أكثر من 75% من كتلته ويتحول إلى قزم أبيض قبل نحو ملياري عام هذا التحول، كما يُعتقد، هو الذي مهد لولادة الكوكب.

كوكب من "الجيل الثاني"

يفترض الباحثون أن الكوكب لم يتكون ضمن العملية التقليدية إلى جانب النجوم، بل نشأ لاحقا نتيجة مادة لفظها النجم الميت "نو أوكتانتس B"، والتي شكلت قرصل تراجعيا دارت فيه المواد بشكل معاكس لاتجاه النظام، مما أدى لاحقا إلى تكون الكوكب.

ويرجح بعض العلماء أيضاً أن الكوكب قد يكون "أُسر" من مدار خارجي ودخل النظام الثنائي بحركته العكسية، وهو ما يدعم فرضية أن هذا الجرم السماوي يمثل أول دليل مقنع على كوكب من "الجيل الثاني" – أي كوكب لم ينشأ مع النجوم الأم، بل من مادة أُعيد تشكيلها بعد موت أحدها.

الدكتور تريفون تريفونوف، أحد المشاركين في الدراسة، صرح قائلاً: "ربما نشهد أول حالة موثوقة لكوكب من الجيل الثاني، إما تم أسره من مدار خارجي، أو نشأ فعلاً من بقايا نجم لفظ مادته في مرحلة احتضاره".

تحدي جديد لنظريات تكون الكواكب

يمثل هذا الاكتشاف تحدياً كبيراً لنماذج تكوين الكواكب التقليدية، التي تفترض أن الكواكب تنشأ وتدور في نفس اتجاه النجم نتيجة الزخم الزاوي المشترك للنظام النجمي لكن وجود كوكب متراجع في نظام نجمي ثنائي مستقر، يفتح الباب أمام دراسة ظروف استثنائية قد تسمح بتكوين أنظمة كوكبية غير نمطية.

كما يشير هذا الاكتشاف إلى احتمالية وجود عدد أكبر من "الكواكب المتأخرة" أو "المتمردة" التي تشكلت بعد احتضار نجومها، ما يعيد صياغة الفهم الفلكي لتطور الأنظمة الكوكبية، وخاصة تلك التي تشكلت في ظروف فوضوية أو ديناميكية.