مع بزوغ نجم سهيل في الأفق الجنوبي بلمعانه الأبيض المائل للصفرة، بدأت ملامح نهاية فصل الصيف تظهر تدريجيا، في إشارة تقليدية اعتاد سكان المنطقة على انتظارها منذ مئات السنين.
نجم سهيل يعلن عن نهاية الفصل
ووفقا لتقرير صادر عن الجمعية الفلكية بجدة، كان العرب قديما يعتبرون ظهور "سهيل" بشارة خير، إذ يتزامن مع تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس، وقصر النهار تدريجيا، وانخفاض درجات الحرارة أثناء الليل، في الوقت الذي تبدأ فيه الشمس رحلتها نحو الجنوب بعد أن بلغت ذروتها في قلب الصيف.
ويعرف "سهيل" عالميا باسم "كانوبس"، وهو ثاني ألمع نجم في السماء بعد "الشعرى اليمانية"، ويبعد عن الأرض نحو 313 سنة ضوئية.
وينتمي النجم إلى كوكبة القاعدة الجنوبية، ولو كان بنفس بعد "الشعرى اليمانية" لكان أكثر النجوم بريقا في سماء الليل.
بين العلم والموروث
يؤكد الفلكيون أن ظهور "سهيل" لا يؤثر علميا في الطقس أو المناخ، إذ يظل تأثير النجوم على الأرض (باستثناء الشمس) معدوما، لكنه يمثل إشارة فلكية دقيقة تتزامن مع التغيرات المناخية الطبيعية الناتجة عن حركة الأرض حول الشمس، ما يجعله بمثابة "ساعة كونية" تشير إلى اقتراب الاعتدال الخريفي.
ولا يرصد نجم سهيل إلا في المناطق الواقعة جنوب دائرة عرض 33 درجة شمالا، بما يشمل جنوب الجزيرة العربية ووسطها، إضافة إلى أجزاء من شمال إفريقيا، بينما تبقى رؤيته مستحيلة في المناطق الشمالية مثل بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية.
في الثقافة الشعبية
ارتبط طلوع "سهيل" في التراث العربي بالأمثال والأشعار، وأصبح علامة فارقة في التقويم الزراعي والموروث الصحراوي، حيث كان ظهوره يعد إشارة لبداية موسم هجرة بعض الطيور، و موعدا لزراعة محاصيل محددة.
التقويم الفلكي لصيف وخريف 2025
وبحسب الحسابات الفلكية، من المقرر أن ينتهي فصل الصيف الحالي الذي بدأ في 21 يونيو 2025 بعد 92 يوم و39 ساعة و37 دقيقة، أي مع بداية فصل الخريف يوم الاثنين 22 سبتمبر المقبل، والذي سيستمر بدوره لمدة 89 يوما و20 ساعة و44 دقيقة.
أما فصل الشتاء في مصر فسيبدأ يوم الأحد 21 ديسمبر 2025، ليستمر 88 يوما و23 ساعة و41 دقيقة، وفقا للتقديرات الفلكية الرسمية.