قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

البابا تواضروس: الخطية تتسبب في "جوع قلبي وإيماني".. وشبعنا الحقيقي بيد الله

البابا تواضروس
البابا تواضروس

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية. 

وقبل صلوات العشية تفقد قداسته معرض الأعمال الفنية لشباب وشابات ثانوي بالإسكندرية والتقط الصور التذكارية مع أوائل الثانوية والدبلومات والشهادات المعادلة.

وصلى قداسته صلوات العشية، بمشاركة صاحبي النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والآباء كهنة الكنيسة وعدد من مجمع كهنة الإسكندرية، وخورس الشمامسة وأعداد كبيرة من الشعب امتلأت بهم الكنيسة.

وبعد انتهاء صلوات العشية كرّم قداسته أوائل الثانوية العامة والدبلومات والشهادات الأجنبية وما يعادلها في احتفالية نظمتها الأمانة العامة لخدمة ثانوي بالاسكندرية.

حكايات الشجرة المغروسة 

واستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتحدث اليوم عن موضوع "رحلة الجوع والشبع في الكتاب المقدس"، وقرأ جزءًا من الأصحاح السادس من إنجيل معلمنا يوحنا والأعداد (٤٨ - ٥٨)، مشيرًا إلى الجوع والشبع في تاريخ كنيستنا، وأنه منذ أكل آدم وحواء من الشجرة وكسرا الوصية دخل الجوع والعري والخوف إلى العالم.

وشرح قداسته من خلال الكتاب المقدس، كيف تجعل الخطية الإنسان جائعًا وعطشانًا دائمًا،  كالتالي: 
- عندما جاع الشعب في برية سيناء أعطاهم الله المن والسلوى بشكل يومي. 
- سليمان الحكيم بعد أن سقط في جميع الخطايا اكتشف "فَإِذَا الْكُلُّ بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ، وَلاَ مَنْفَعَةَ تَحْتَ الشَّمْسِ" (جا ٢: ١١). 
- المرأة السامرية قال لها السيد المسيح "مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ" (يو ٤: ١٤)، فقدمت اعترافًا بخطاياها، وذهبت تقول: "هَلُمُّوا انْظُرُوا إِنْسَانًا قَالَ لِي كُلَّ مَا فَعَلْت" (يو ٤: ٢٩).

وأشار قداسة البابا إلى أن الخطية تتسبب في جوع قلبي وإيماني ونفسي وداخلي، وليس فقط جوع جسدي، بينما لا يوجد الشبع إلا بيد الله، "قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز ٥١: ١٠)، لهذا جاء السيد المسيح للأرض لكي: يعطينا جسده ودمه، ويجدد طبيعتنا، ويُتمم عمل الفداء على الصليب.

وقدّم قداسته ثلاثة أدوار للسيد المسيح من أجل شِبع العالم، وهي: 
١- منقذًا للبشر جميعًا: في العهد القديم كانت تُقدم ذبائح عن الخطية يوميًّا، أما في العهد الجديد قدم السيد المسيح جسده ذبيحة ممتدة في التاريخ، "وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي»" (مت ٢٦: ٢٦). 
٢- يجدد طبيعتنا ويعطينا إمكانية: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" (في ٤: ١٣). 
٣- أن يكون هو المثال والقدوة لنا باستمرار: لذلك نذكر اسم الله في التسبحة باستمرار، كما نقول "أعطى فرحًا لنفوسنا تذكار اسمك القدوس".

وتناول قداسة البابا رحلة الشِبع في الكنيسة من خلال عدة أشكال، هي: 
١- الشِبع بكلمة ربنا: لذلك من تداريب الكنيسة قراءة الإنجيل يوميًّا "اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ" (يو ٦: ٦٣).
٢- سر الإفخارستيا (سر التناول): فحضور القداس يجعلنا نشعر بالشبع، لأنه هو الوليمة العظمى. 
٣- الألوجية (لقمة البركة): والتي ننقلها لإنسان آخر لم يحضر القداس ونتقاسمها معه، لكي يحصل على البركة ويشبع. 
٤- وجبة الأغابي: كما تفعل العديد من الكنائس الآن ويأكل الأشخاص عقب صلاة القداس وجبة أغابي (محبة) معًا. 
٥- فترة الصوم: هي فرصة للإعلان لله أن الحياة من الله وليس من الأكل، وهذا يشبعنا.

واختتم قداسته بأننا لكي نعيش رحلة الشِبع فليس أمامنا إلا أن نشبع بالمسيح، فالمسيح هو الشِبع الحقيقي في الحياة، "أَمَّا أَنَا فَبِالْبِرِّ أَنْظُرُ وَجْهَكَ. أَشْبَعُ إِذَا اسْتَيْقَظْتُ بِشَبَهِكَ" (مز ١٧: ١٥).

وأوصى قداسة البابا بحفظ الآية: "طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ (المسيح)، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ" (مت ٥: ٦).