حذر علماء من احتمال تعرض الأرض خلال الأيام المقبلة لتوهجات شمسية قوية، قد تسجل الأشد منذ مطلع فصل الصيف، بحسب ما نقلته وكالة "تاس" الروسية.
توجهات شمسية قوية
وأوضح مختبر علم الفلك الشمسي التابع لأكاديمية العلوم الروسية في بيان أن النصف الجنوبي للشمس يشهد حاليا نشاطا متزايدا للبقع الشمسية المسؤولة عن هذه التوهجات، ومع دوران الشمس ينتقل هذا النشاط تدريجياً إلى موقع مؤثر بشكل مباشر على كوكب الأرض.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، رصدت 20 حالة توهج شمسي، من بينها خمسة توهجات متوسطة القوة من الفئة M، فيما يتوقع الخبراء أن تتطور الظاهرة إلى توهجات من الفئة X، وهي الأعلى شدة على مقياس الطاقة الشمسية.
وأشار التقرير إلى أن الغلاف المغناطيسي للأرض لا يزال مستقرا نسبيا، غير أن التوهجات المرتقبة قد تثير عواصف مغناطيسية قادرة على إحداث اضطرابات في شبكات الطاقة، وأنظمة الاتصالات والملاحة الجوية والبحرية، فضلاً عن تأثيراتها المحتملة على سلوك الطيور والحيوانات المهاجرة.
ويصنف النشاط الشمسي وفق خمس فئات رئيسية تبدأ من A كالأضعف، وصولاً إلى X كالأقوى، حيث تتضاعف شدة الأشعة السينية المنبعثة عشر مرات مع كل مستوى أعلى.
ويرى العلماء أن هذا النشاط المتزايد يعكس محاولة الشمس التخلص من فائض طاقتها عبر انفجارات ضخمة، ما يعزز احتمالية رصد توهجات استثنائية خلال الفترة المقبلة.
ظاهرة غير اعتيادية
وكانت مراصد الفضاء قد وثقت مؤخراً ظاهرة غير اعتيادية، تمثلت في ظهور أكثر من 100 بقعة شمسية جديدة خلال 24 ساعة فقط، وهو تطور وصفه الخبراء بالمقلق.
كما كشف معهد أبحاث الفضاء الروسي أن المنطقة النشطة رقم 4197 شهدت انفجارات متواصلة على مدار اليوم دون تسجيل أي توهج قوي، ما أثار تساؤلات حول مصير الطاقة الشمسية المتراكمة.
ووفق العلماء، لا تزال التوقعات الخاصة بالنشاط الشمسي خلال الساعات المقبلة غير محسومة، نظرا لتباين القراءات بين بيانات الأجهزة الفضائية وتلك التي تسجل عبر الرصد الأرضي، في وقت تجاوزت فيه مستويات الأشعة السينية للفئة C خلال الأيام الماضية، قبل أن ينخفض عدد التوهجات بشكل ملحوظ في الساعات الأخيرة.