أعرب السفير الصينى لدى الهند " تشو فيهونج " عن معارضة بلاده الشديدة للرسوم الجمركية التى فرضتها الولايات المتحدة على الهند مؤخراً / بنسبة خمسين فى المائة / واصفاً هذه الرسوم بأنها غير عادلة ولا يتقبلها عقل .
ونقلت وكالة الأنباء الهندية / إيه إن أى نيوز / اليوم عن السفير الصينى قوله في كلمة ألقاها أثناء ندوة تم تنظيمها بمناسبة مرور 80 عاما على الحرب العالمية ضد الفاشية " إن الولايات المتحدة إستفادت من التجارة الحرة فترة طويلة ، ولكنها الآن تستخدم الرسوم الجمركية كسلاح تجارى ، ولذلك فإنه يتعين على الصين والهند إعطاء الأولوية للتنمية وتشجيع الدعم وتحقيق النجاح المتبادل " .
وأضاف السفير الصينى قائلا " انه يتعين تعزيز العلاقات الصينية الهندية و النظر إليها من منظور استراتيجى طويل الأمد ، ومواصلة التوجه نحو الشراكة التعاونية بدلا من التنافس " مشيراً إلى أن البلدين يرتبطان بعلاقات إقتصادية وتجارية وثيقة ، وأنه يتعين دعم التعاون الثنائى الذى يعود بالنفع عليهما ، وأن الصين على استعداد لزيادة التبادلات مع الهند فى كافة القطاعات وتعزيز الروابط الشعبية .
ومضى السفير الصينى لدى الهند قائلا " انه من المتوقع أن يتم استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين قريباً ، وإننا نرحب بأن تشارك كثير من الشركات الهندية فى مشروعات استثمارية فى الصين ، ونأمل فى الوقت نفسه أن توفر الهند بيئة مناسبة لعمل شركات صينية فى الهند بطريقة منصفة تعكس قوة العلاقات الاقتصادية والرغبة فى تحقيق النفع المتبادل " .
وفيما يتعلق بالتعاون على الصعيد العالمى ، قال السفير الصينى " إن الصين والهند من الأعضاء المهمين فى منطقة الجنوب العالمى ، ولذلك يتعين عليهما العمل معاً من أجل تشجيع السلام العالمى والازدهار ودعم العدالة الدولية " ولكنه حذر قائلا " إن العالم دخل فترة جديدة من الاضطرابات والتحولات ، وإن البشرية تواجه الآن من جديد الخيار بين السلام والحرب أو الخيار بين الحوار والمواجهة ، وإن الصين والهند - كقوتين كبيرتين - يمكنهما المساهمة فى صيانة السلام العالمى وتشجيع التنمية المشتركة ، ولذلك يتعين عليهما تأييد الجهود الرامية إلى إيجاد / عالم متعدد الأقطاب / ومعارضة أى شكل من أشكال الرسوم الجمركية والحروب التجارية ، وأن تشاركا فى دعم النظام التجارى متعدد الأطراف وحماية المصالح المشتركة للدول النامية والمساهمة فى تحقيق النهضة الجماعية لدول الجنوب العالمى " .
وإختتم السفير الصيني لدى الهند كلمته بقوله " إن التاريخ لا يمكن تغييره ، ولكن يمكن تشكيل المستقبل ، ولذلك فإنه يتعين التعلم من دروس التاريخ والمضى قدماً لتشجيع الصداقة والتعاون بطريقة متحضرة وأن تتعامل الدول معاً على قدم المساواة و بعقل متفتح وأن تدعم بعضها بعضاً وأن يتم إعطاء قوة دفع للتنمية المستدامة وتعزيز الأمن المشترك وإستئصال جذور الحروب للحيلولة دون تكرار المآسى التاريخية ولتشجيع التعايش السلمى حتى يمكن نقل شعلة السلام من جيل إلى جيل و تحقيق مستقبل باهر للبشرية " .