في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا إنسانية وسياسية، قام الأمير هاري، دوق ساسكس، بزيارة غير معلنة إلى العاصمة الأوكرانية كييف، استجابة لدعوة رسمية من الحكومة الأوكرانية. وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في خبر حصري، أن الأمير جاء على رأس وفد من مؤسسة "إنفيكتوس للألعاب" التي أسسها عام 2014 لدعم العسكريين الجرحى والقدامى من المحاربين عبر الرياضة.
وأكد الأمير هاري، الذي وصل على متن قطار ليلي من بولندا، في تصريحات للصحيفة البريطانية: "لا يمكننا أن نوقف الحرب، لكن يمكننا أن نفعل كل ما بوسعنا لمساعدة عملية التعافي. علينا أن نواصل إضفاء الطابع الإنساني على ضحايا هذه الحرب وتذكير العالم بما يمرون به".
وأعرب عن أمله في أن تسلط زيارته الضوء على حجم المعاناة، في وقت يتزايد فيه خطر "التبلد العاطفي" لدى الرأي العام العالمي تجاه الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وبحسب "الجارديان"، فإن الزيارة جاءت بعد لقاء عابر جمع الأمير في نيويورك مع أولغا رودنيفا، المديرة التنفيذية لمركز "سوبرهيومانز" المتخصص في علاج مبتوري الأطراف في مدينة لفيف. ووجهت رودنيفا الدعوة للأمير هاري، معتبرة أن حضوره إلى كييف سيكون له "أكبر أثر معنوي ودعائي" لدعم المصابين.
وسيعلن الوفد المرافق للأمير هاري عن مبادرات جديدة تهدف لتوسيع نطاق برامج إعادة التأهيل الرياضي في أوكرانيا، بحيث لا تقتصر على الألعاب الدولية فحسب، بل تشمل توفير معدات رياضية وتوسيع برامج التدريب محليًا.
وتشير تقديرات رسمية إلى أن الحرب خلفت حتى الآن أكثر من 130 ألف حالة إعاقة دائمة، بينما استفاد نحو 22 ألف جندي سابق بالفعل من برامج لياقة بدنية ومرافق رياضية ضمن استراتيجية حكومية جديدة تضع الرياضة في صميم سياسات رعاية المحاربين القدامى.
من المنتظر أن يزور الأمير هاري متحف التاريخ الأوكراني للحرب العالمية الثانية، كما سيلتقي نحو 200 من قدامى المقاتلين إلى جانب رئيسة الوزراء يوليا سفريدينكو. وتكتسب الزيارة رمزية خاصة، كونها أول مرة يشاهد فيها الأمير "الدمار الحقيقي" للحرب في كييف، بعد أن اقتصرت زياراته السابقة على مناطق بعيدة عن خطوط المواجهة مثل لفيف.