قال الكاتب الصحفي خيري حسن، إنّ الموسيقار بليغ حمدي حالة فريدة في تاريخ الفن المصري، إذ استطاع بفهمه العميق للشخصية المصرية أن يُبدع ألحانًا تعكس روح الوطن بكل تفاصيلها، ورغم مرور سنوات طويلة على أغانيه الوطنية التي أُنتجت بين 1967 و1973، ما زالت حية في وجدان المصريين.
وأضاف «حسن» في فقرة «ذكريات وشخصيات» التي يقدمها مع الإعلامي محمد عبده، مقدم برنامج صباح الخير يا مصر على القناة الأولى، أن بليغ حمدي كان ربابة مصر التي عرفت وعزفت للشخصية المصرية إذ مثل موسيقاه جسراً بين تراث الفن المصري وعصره الحديث، ونجح في نقل حالة الانتماء الوطني عبر ألحانه وكلماته.
وتابع، أنه قبل أيام من اندلاع حرب أكتوبر 1973، كان بليغ حمدي يشارك في تسجيل مسلسل إذاعي بعنوان "أرجوك لا تفهمني بسرعة"، وهو العمل الوحيد الذي شارك فيه الفنان عبد الحليم حافظ للإذاعة.
وواصل، أنه في تلك الفترة التي شهدت توترًا بالغًا، لم يتوانَ بليغ عن تأليف وإنتاج أغاني وطنية، رغم رفضه استلام أي أجر عن أعماله، تأكيدًا منه على حسه الوطني والتزامه بفنه كأداة دعم للوطن في أوقات المحن.
وأردف، أنّ بليغ حمدي تمسك بفكرته الفنية الوطنية لم يكن فقط في الموسيقى بل شمل أيضًا الكلمات التي ألفها أو شارك في تأليفها، فكان قريبًا من شعراء كبار مثل عبد الرحيم منصور، وصاحب قدرة نادرة على المزج بين الكلمة واللحن بحيث تتكامل لتشكل أغنية وطنية مؤثرة.
وأوضح، أنّ هذا الحس الوطني كان نتاجًا لتاريخ فني وثقافي طويل، امتد جذوره إلى ثورة 1919، ومرورًا بتواصل أجيال الفن والثقافة التي كانت تزرع بذور الانتماء والوعي في وجدان المصريين.