قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أستاذ بالأزهر: الصراعات البشرية جاءت من خارج تعاليم الإسلام الحنيف

الدكتور محمود الصاوي
الدكتور محمود الصاوي

واصل الجامع الأزهر، عقد أمسياته الدينية، حيث أقام أمسية جديدة تحت عنوان: «النبي صلى الله عليه وسلم والتعامل مع الآخر» حاضر فيها الدكتور محمود الصاوي، وكيل كليتي الدعوة والإعلام الأسبق جامعة الأزهر، وشارك فيها القارئ الشيخ كريم مسعود، والمبتهل الشيخ سمير زيدان، وقدم الأمسية علي حامد، عضو المركز الإعلامي للأزهر.

وأكد الدكتور محمود الصاوي، أهمية تدارس السيرة النبوية المشرفة، والاقتداء بهديه ﷺ في كل شيء من شئون حياتنا، لأن السيرة مليئة بالعبر والدروس والتي لو اهتدينا بها لكان ذلك ضمانًا لسعادة والأخرة، كما أن السيرة النبوية تربط الأمة بجذورها من خلال قراءة الوقائع والمواقف التي مر بها النبي، مبينا أن من بين أهم المواقف التي نحتاج أن نستلهم هديها من السنة النبوية المشرفة هو موضوع التعامل مع الآخر، فقد وضع النبي دستورا عمليا في تعامله مع كل من حوله سواء خالفه أو وافقه، وعلينا اليوم في ظل هذه التحديات أن نتعلم من هدي النبي في تعاملنا مع من حولنا.

وأوضح الدكتور محمود الصاوي، أن محبة سيدنا رسول الله تستوجب تطبيق هديه في كل شيء، لأن حبي النبي لا يكون ادعاءات ولا شعارات، وإنما يجب أن يكون احتفالًا عمليا من خلال تطبيق هديه الشريف، لذلك قال: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾"، مضيفًا إلى أن التعامل مع من حولنا مبني على الأخلاق، لأن الأخلاق هي الترجمة العملية للإيمان، وهذه هي القضية الإسلامية الأولى وهي إحلال السلام في المجتمعات، لهذا بنى المجتمع المسلم على قيمة التعارف والتعاون

وبين الدكتور محمود الصاوي، إن الدين الإسلامي جاء رحمة للبشرية جمعاء قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، بهدف التعارف الحضاري والتعاون والعمل على نهضة ورقي المجتمعات قال تعالى:"﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، هذا المعنى الراقي الذي يضمن سعادة البشرية، وأن تتحد فيها قيم العيش والعمل والتعايش، رغم أن لكل منهم دينه ولونه وعرقه، لهذا كان الدين الإسلامي رحمة للعالمين رغم كل الاختلافات.

وأشار إلى الصراعات التي تشهدها البشرية، جاءت من خارج تعاليم الإسلام، وما ألصق منه بالإسلام فهو من باب الظلم والافتراء على المسلمين، وهذه الصراعات تقف خلفها قوى غربية، كما أن كلمة الآخر كان الغرض منها تصدير الخلاف، أما الدين الإسلامي فلا يعرف إلا قيم التعارف والتعايش ولم يعرف التفرق والتميز.

من جانبه قال علي حامد عضو المركز الإعلامي للأزهر، إن ميلاد النبي هو بداية حضارة إنسانية عظمية، صحح الله بها مسار التاريخ، لأنها قامت على أسس العدل والرحمة والإخاء، والناظر في السيرة النبوية الشريفة، يدرك عظمة شخصية النبي التي لم تحيط بها الكلمات ولا تكفي المجلدات لرصدها، لأنها جمع كل شمائل العظماء.

وأشار إلى أن الاحتفال بميلاد النبي هو تجديد للعهد مع النبي وإقرار بالسير على هدية الشريف الذي يضمن لنا السعادة في الدنيا والأخرة، حيث كان خلقه القرآن الكريم، فحين سألت السيدة عائشة رضي الله عن النبي قال: "كان خلقه القرآن"، لذلك كان خلقه العدل مع من خالفه، والرحمة مع من آذاه، وعندما أسس المجتمع الإسلامي أرسى قواعد على قيم المواطنة التي لا تعرف التفريق ولا التميز بين الأشخاص وتعامل الجميع على السواء أمام الوطن.