في يوم عيد ارتفاع الصليب المقدّس، ذَكّر قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في كلمته، قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي المؤمنين المجتمعين، بساحة القديس بطرس، أنّ الله خلّصنا من خلال معانقته للصليب، وجعل نفسه قريبًا منّا كرفيق، ومعلّم، وطبيب وصديق، حتى صار خبزًا مكسورًا في الإفخارستيا.
عيد ارتفاع الصليب
وأوضح أنّ هذا العيد يعود إلى تقليد اكتشاف خشبة الصليب على يد القديسة هيلانة بالقدس، في القرن الرابع، وإعادة الذخيرة إلى المدينة المقدّسة على يد الإمبراطور هرقل، لكن الأهمّ من ذلك أنّ العيد يدعونا إلى التأمّل في السرّ العظيم: يسوع حوّل الصليب، أداة الموت، إلى باب للخلاص، متمّمًا أعظم فعل محبّة عرفه التاريخ.
وفي تأمّله بإنجيل اليوم، تحدّث الأب الأقدس عن لقاء يسوع بنيقوديموس، الرجل الباحث الذي "يحتاج إلى النور"، كاشفًا له أنّ "ابن الإنسان يجب أن يُرفَع لكي تكون الحياة الأبدية لكل من يؤمن به".
وكما كان شعب إسرائيل في البريّة ينجو بالنظر إلى الحيّة النحاسية، كذلك نحن اليوم مدعوّون، لكي نثبت نظرنا على المسيح المصلوب، علامة المحبّة التي تغلب الخطيئة والموت.
وقال قداسة البابا: إن محبّة الله هي أعظم من خطايانا ذاتها، لذلك فإنّ الاحتفال بعيد ارتفاع الصليب يعني أن نتذكّر المحبّة اللامتناهية التي بها اختار الله أن يخلّصنا، ونسمح لهذه المحبّة أن تغيّر حياتنا.
ودعا المؤمنين إلى الصلاة لكي، وبشفاعة مريم العذراء، ينمو فينا حبّ المسيح، ونتعلّم أن نبذل ذواتنا في سبيل بعضنا البعض، كما بذل هو نفسه من أجل الجميع.



