تتحدى الأسواق المالية في جنوب أفريقيا التوقعات فقد وصلت بورصة جوهانسبرج إلى مستويات تاريخية، وارتفع الراند مقابل الدولار، على الرغم من التهديد بفرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 30% على صادرات البلاد.
وذكر موقع "زون بورس" الاخباري انه مع ذلك، لا يزال النمو في أكبر اقتصاد في أفريقيا، وهو أيضا الأكثر تصنيعا في القارة، بطيئا، حيث يدور حول 1% خلال السنوات ال10 الماضية. ولا تزال التوقعات غير مؤكدة، على الرغم من وعود الإصلاحات التي قدمتها الحكومة الائتلافية التي تشكلت بعد شهر من انتخابات مايو 2024.
وتشمل هذه الإصلاحات تحديث شبكة الشحن والسكك الحديدية، وتعزيز إنتاج الكهرباء، وتحسين التدريب المهني للجنوب أفريقيين المستبعدين من سوق العمل.
وتعكس المؤشرات الاقتصادية عزوف القطاع الخاص عن الاستثمار. وقد نما اقتصاد جنوب أفريقيا بنسبة 0,8% في الربع الثاني من عام 2025، وهو أقوى نمو له في عامين.
وتستهدف الحكومة تحقيق نمو بنسبة 3% خلال ثلاث سنوات، بينما يتوقع البنك المركزي تحقيق نمو بنسبة 2% بحلول عام 2027.
وتعد جنوب أفريقيا من أعلى معدلات البطالة في العالم، حيث بلغت 33,2% في الربع الثاني.
وصرحت وزيرة العمل ماخوسا ميث قائلة :" إن حالة عدم اليقين الاقتصادي قد تؤدي إلى فقدان ما يقرب من 100 ألف وظيفة هذا العام، حيث ستسرح شركات مثل أرسيلور ميتال وجوديير وفورد جنوب أفريقيا عمالها. وتهدف إلى توفير 240 ألف فرصة عمل للجنوب أفريقيين بحلول عام 2025."
وأدت سنوات من سوء الإدارة من قبل المؤسسات العامة الرئيسية، ولا سيما شركة إسكوم للكهرباء، إلى عرقلة النمو. ومع ذلك، استقرت إمدادات الكهرباء خلال العام الماضي بعد سنوات من الانقطاعات المتكررة.
كما بدأت الإجراءات المتخذة لتحسين تشغيل الموانئ وشركة ترانسنت للسكك الحديدية تؤتي ثمارها، على الرغم من أن التقدم لا يزال بطيئا.
ويعتبر الأداء القوي للأسواق المالية في جنوب أفريقيا خلال العام الماضي "تناقضا" يصعب تفسيره، وفقا لكيفن لينجز، كبير الاقتصاديين في ستانليب.
ورأي لينجز أن مديري الأصول المحليين ينظرون إلى الأسهم على أنها مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية. وبالتالي، ظل مؤشر جوهانسبرج للأوراق المالية فوق عتبة الـ 100,000 نقطة القياسية التي بلغها في يوليو.
وأشار ميلاني مالوليكي، الخبير الاقتصادي في ABSA CIB، إلى قوة أسعار الذهب ومعادن مجموعة البلاتين. علاوة على ذلك، ساهم حل النزاع طويل الأمد داخل الائتلاف الحاكم حول الميزانية في تعزيز قيمة الراند.
وقال مالوليكي: "انخفض القلق بشأن استقرار الحكومة الآن بشكل كبير".
وأضاف أن الإصلاحات تتقدم في بعض المجالات التي كانت تشكل تحديات كبيرة في السابق.