تلعب المكملات الغذائية دورا مهما في حياة كبار السن لحمايتهم من أمراض الشيخوخة الخطيرة، ولكن يجب تناولها بوعي، حيث إن الاستخدام العشوائي يؤدي إلى مشاكل خطيرة، ما يحتم إجراء الفحوصات واستشارة الطبيب قبل تناولها.
ونعرض لكم دليلا يوصي به الأطباء لعام 2025 حول فيتامينات كبار السن.
الكالسيوم

تزداد أهمية الحفاظ على مستويات كافية من الكالسيوم في سن الشيخوخة لأن هذا المعدن لا يقوي العظام فحسب، بل يدعم أجهزة الجسم المتعددة وينظم ضربات القلب، ويساعد على انقباض العضلات، ويسهل تخثر الدم، ويعزز وظائف الأعصاب بشكل سليم.
تكشف الأبحاث أن الكالسيوم، خاصةً عند دمجه مع فيتامين د، يقدم فوائد تتجاوز صحة العظام، فهو يحمي من السرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم، ومع ذلك، تبقى أهم ميزة له هي دوره في الوقاية من هشاشة العظام المنتشرة بين كبار السن وتسبب الكسور.

وهناك عدة عوامل تساهم في هذا النقص في سن الشيخوخة:
انخفاض الامتصاص المرتبط بالعمر: تقل كفاءة امتصاص الكالسيوم بشكل طبيعي مع تقدمنا في العمر.

التغيرات بعد انقطاع الطمث: تعاني النساء من فقدان متسارع للعظام أثناء انقطاع الطمث وبعده بسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين.
تفاعلات الأدوية: استخدام الكورتيكوستيرويدات على المدى الطويل وبعض أدوية الجهاز الهضمي يمكن أن يخفض امتصاص الكالسيوم.
الحالات الهضمية: مرض التهاب الأمعاء، ومرض الاضطرابات الهضمية، وغيرها تقلل من امتصاص الكالسيوم.
القيود الغذائية: عدم تحمل اللاكتوز أو اتباع نظام غذائي نباتي.
وفي الحالات الشديدة يسبب نقص الكالسيوم اضطراب نظم القلب.
تنبيه:
قبل البدء بأي نظام غذائي مكمل، استشر طبيبك، خاصةً إذا كنت تعاني من أمراض الكلى، لأن مكملات الكالسيوم قد تزيد من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية لدى هذه الفئة.
فيتامين د
يُطلق عليه فيتامين الشمس، ويلعب دورًا أساسيًا في صحة كبار السن، فعندما تنخفض مستوياته لا يستطيع الجسم امتصاص الكالسيوم بشكل كافٍ، ما يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، ويُحفّز الغدد جارات الدرقية على إنتاج كميات زائدة من هرمون جارات الدرقية (PTH)، الذي يسحب الكالسيوم من العظام للحفاظ على مستوياته في الدم.

عوامل تزيد نقص فيتامين د عند كبار السن:
انخفاض إنتاج الجلد
ينتج جلد كبار السن فيتامين د أقل بأربع مرات عند تعرضه لأشعة الشمس مقارنة بالأشخاص الأصغر سنا.
تقليل تناول الطعام
التعرض المحدود لأشعة الشمس بسبب نمط الحياة الداخلي.
ضعف الامتصاص المعوي
انخفاض وظائف الكلى يؤثر على تنشيط فيتامين د، إلا أن تجاوز 4000 وحدة دولية يوميًا وهى الحد الأقصى المُحدد قد يؤدي إلى تسمم فيتامين د، ما يسبب فرط كالسيوم الدم وحصوات الكلى والغثيان وحتى اضطرابات في نظم القلب، لذا قبل البدء بأي نظام غذائي مكمل، ينصح دائمًا باستشارة مقدم الرعاية الصحية، الذي يمكنه تقييم احتياجاتك الفردية من خلال فحص الدم.
فيتامين ب12
يلعب فيتامين ب12 دورًا أساسيًا في الحفاظ على الصحة، يؤثر هذا الفيتامين القوي على العديد من أجهزة الجسم في آنٍ واحد، ما يجعله حجر الأساس في الدعم الغذائي لكبار السن.

يُعد فيتامين ب12 عاملًا مساعدًا ضروريًا لاثنين فقط من إنزيمي الأيض في الجسم، إلا أن هذين الإنزيمين ضروريان لصحة الجهاز العصبي.
يحافظ على صحة الخلايا العصبية ووظائف الدماغ ويساعد في تخليق الحمض النووي (DNA).
تشمل وظائفه العصبية الأساسية ما يلي:
نموّ الجهاز العصبي المركزي، وتكوين الميالين فيه، ووظائفه.
بدون كمية كافية من فيتامين ب12، قد يصبح تلف الأعصاب دائمًا، حتى بعد بدء تناول المكملات.
العمل جنبًا إلى جنب مع فيتامينات ب الأخرى، خاصة B6 وB9 (حمض الفوليك) للتحكم في مستويات الهوموسيستين في الدم، والتي ترتبط مستوياتها العالية بأمراض القلب.
يصبح نقص فيتامين ب12 شائعًا بشكل متزايد لأن امتصاصه عملية معقدة تتطلب وظائف سليمة للمعدة والبنكرياس والأمعاء الدقيقة.
المغنيسيوم
يعد المغنيسيوم من أكثر المعادن التي لا تحظى بالتقدير الكافي في صحة كبار السن، يشارك هذا العنصر في أكثر من 300 تفاعل كيميائي حيوي في جميع أنحاء الجسم، وباعتباره رابع أكثر المعادن وفرةً في أجسامنا، يلعب المغنيسيوم دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة مثالية مع تقدمنا في السن.

يدعم الوظائف الحيوية لدى كبار السن وتقوية العظام، حيث يُخزَّن حوالي 60% من المغنيسيوم في الجسم في الهيكل العظمي.
يُنظِّم المغنيسيوم ضغط الدم، ويدعم وظائف العضلات والأعصاب، ويُساعد في إنتاج الطاقة.
لقد وجدتُ علاقة بين المغنيسيوم والكالسيوم وفيتامين د للحفاظ على كثافة العظام وتنظيم مستويات السكر في الدم، ما قد يقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
لصحة الإدراك، يدعم المغنيسيوم النبضات العصبية في الدماغ، وقد يساعد في حماية خلاياه وعلاج مشاكل النوم.
عوامل تسبب نقصه بين كبار السن:
انخفاض إنتاج حمض المعدة، ما يؤثر على امتصاص المعادن.
انخفاض كفاءة الامتصاص المعوي.
الأدوية مثل مدرات البول ومضادات الحموضة ومثبطات مضخة البروتون.
الحالات المزمنة مثل مرض السكري واضطراب تعاطي الكحول ومشاكل الكلى.
أوميجا 3
تدعم أحماض أوميجا 3 الدهنية، خاصةً حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض دوكوساهيكسانويك (DHA)، صحة القلب والأوعية الدموية من خلال آليات متعددة.
تساعد هذه الدهون المفيدة على خفض الدهون الثلاثية، وخفض ضغط الدم، وتحسين مستويات الكوليسترول، كما أن خصائصها المضادة للالتهابات تحمي من تصلب الشرايين، وتعزز مرونة الشرايين إلى جانب صحة القلب.
ويُعدّ حمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) مكونًا أساسيًا لأنسجة الدماغ يتركز حمض الدوكوساهيكسانويك بشكل كبير في شبكية العين والدماغ والحيوانات المنوية.
وقد وُجد أن الحفاظ على مستويات كافية من أوميجا 3 يزداد أهميةً للوظائف الإدراكية مع التقدم في السن.
في الواقع، أظهرت إحدى الدراسات أن المشاركين الذين لديهم مستويات منخفضة من أحماض أوميغا 3 الدهنية في الدم لديهم حجم دماغ أقل يعادل عامين تقريبًا من الشيخوخة الهيكلية للدماغ.
وكشفت دراسة أخرى أجريت على النساء بعد انقطاع الطمث أن أولئك اللاتي لديهن ضعف مستويات أوميجا 3 في الدم أظهرن حجم دماغ أكبر بنسبة 0.7% يعادل تأخير فقدان الخلايا الدماغية الطبيعية المرتبطة بالعمر لمدة تتراوح بين سنة وسنتين.
فيتامين ب6
فيتامين ب6 عنصر غذائي أساسي للحفاظ على قوة المناعة لدى كبار السن و صحة الدماغ والوظائف الأيضي وإنتاج الخلايا الليمفاوية والإنترلوكين-2، وهما عنصران أساسيان في الاستجابة المناعية ومنع العدوى والأمراض في الشيخوخة.
يُسهم فيتامين ب6 في النمو الإدراكي من خلال تخليق النواقل العصبية مع الحفاظ على مستويات الهوموسيستين الطبيعية ويُساعد في الحفاظ على الإدراك في سن الشيخوخة.
غالبًا ما يؤدي نقص فيتامين ب6 إلى ضعف المناعة، والارتباك، وتشققات في زوايا الفم، وتورم اللسان.

الحديد
يعمل هذا المعدن الأساسي كمكون أساسي للهيموجلوبين، وهو المسؤول عن نقل الأكسجين في الجسم وإنتاج خلايا الدم الحمراء سليمة، وبالتالي يدعم الحديد النمو البدني، والتطور العصبي، ووظائف الخلايا، وتخليق الهرمونات.
عوامل تسبب نقص الحديد لدى كبار السن:
أولاً: تُقلل التغيرات الهضمية المرتبطة بالعمر من امتصاص الحديد، إذ ينخفض إنتاج حمض المعدة بشكل طبيعي.
ثانياً: قد تُسبب بعض الأدوية، مثل مثبطات مضخة البروتون ومضادات الحموضة والأسبرين، نزيفاً طفيفاً أو تُعيق الامتصاص.
ثالثاً: قد تُضعف الحالات المزمنة، مثل أمراض الكلى أو اضطرابات الجهاز الهضمي، من امتصاص الحديد.
ويبقى علاج هذه الحالات المرضية الكامنة أمرًا ضروريًا قبل تناول المكملات.
بالنسبة لكبار السن، فإن الإفراط في تناول الحديد قد يُسبب آثارًا هضمية، بما في ذلك الإمساك والغثيان وآلام البطن ويُقلل من امتصاص الزنك.
يُعد ارتفاع مستويات الحديد أمرًا مثيرًا للقلق بشكل خاص لكبار السن، إذ قد يزيد من الإجهاد التأكسدي، ما قد يُسهم في تلف الأنسجة والشيخوخة المبكرة والحد الأقصى المسموح به للبالغين هو 45 ملغ يوميًا.