كشفت مصادر مطلعة لموقع أكسيوس الأمريكي عن أن إسرائيل قدمت إلى الحكومة السورية مقترحاً تفصيلياً لاتفاق أمني جديد، يتضمن خريطة لمناطق منزوعة السلاح تمتد من العاصمة دمشق باتجاه الجنوب الغربي وصولاً إلى الحدود مع إسرائيل.
ويأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه العلاقات بين الطرفين توتراً ملحوظاً، خصوصاً بعد الغارات الإسرائيلية على دمشق في يوليو الماضي.
وبحسب المصادر، فإن المقترح الإسرائيلي يستند إلى نموذج معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979، والتي قسمت شبه جزيرة سيناء إلى ثلاث مناطق بترتيبات أمنية متفاوتة. وينص العرض على تقسيم المنطقة الواقعة جنوب غرب دمشق إلى ثلاث مناطق، مع فرض مستويات مختلفة من التواجد العسكري السوري، ومنع انتشار الأسلحة الثقيلة في الشريط القريب من الحدود. كما يقترح تحويل كامل المنطقة إلى منطقة حظر جوي للطائرات السورية.
في المقابل، تعرض إسرائيل الانسحاب التدريجي من الأراضي التي سيطرت عليها خلال الأشهر الماضية، باستثناء موقع استراتيجي على قمة جبل الشيخ، حيث تصر على الاحتفاظ بوجود عسكري دائم.
وتشير المعلومات إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، سيعقدان اجتماعاً في لندن اليوم الأربعاء، بحضور المبعوث الأمريكي توم باراك الذي يقوم بدور الوساطة. وهذا اللقاء سيكون الثالث من نوعه بين الأطراف الثلاثة.
وينظر إلي المقترح الإسرائيلي على أنه ذو طبيعة قصوى، إذ يفرض قيوداً كبيرة على الجانب السوري، من دون أي تغيير على وضع القوات الإسرائيلية. ووفقاً لمصادر متابعة، فإن أحد المبادئ المركزية للمقترح هو ضمان بقاء "ممر جوي" عبر سوريا يسمح لإسرائيل بتنفيذ ضربات مستقبلية محتملة ضد أهداف في إيران.
ورغم أن المفاوضات توصف بأنها أحرزت بعض التقدم، إلا أن اتفاقاً نهائياً لا يبدو وشيكاً. وفي سياق متصل، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك نهاية سبتمبر الجاري، غير أن فرص انعقاد اللقاء لا تزال ضعيفة.