يشهد القطاع الصحي في مصر مرحلة جديدة من التطوير، مع توجه الدولة نحو إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة في مختلف جوانب المنظومة الطبية.
ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز دقة التشخيص، وتحسين جودة الخدمات الصحية، والتنبؤ المبكر بالأوبئة، بما يسهم في تخفيف الأعباء على المستشفيات، ويضمن حصول المواطن على رعاية صحية أكثر كفاءة وحداثة.
وقد أشاد نواب البرلمان بهذه الخطوة، مؤكدين أنها تمثل نقلة نوعية نحو بناء نظام صحي متطور يواكب متطلبات العصر.
وأكدت النائبة الدكتورة سارة النحاس، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن توجه الدولة نحو إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة في القطاع الصحي يمثل خطوة استراتيجية بالغة الأهمية نحو تحديث المنظومة الطبية في مصر.
وأوضحت، في تصريحاتها لـ"صدى البلد"، أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التشخيص الطبي سيمنح الأطباء القدرة على رصد الأمراض بسرعة ودقة أكبر، بما يسهم في رفع نسب نجاح العلاج ويحد من الأخطاء الطبية، مشددة على أن هذه التكنولوجيا لم تعد ترفًا، وإنما ضرورة لمواكبة التقدم العالمي.
وأضافت أن الاعتماد على تحليل البيانات الضخمة سيمكّن وزارة الصحة من التنبؤ المبكر بأنماط انتشار الأمراض والتعامل معها بخطط وقائية أكثر فاعلية، الأمر الذي سينعكس على خفض نسب الإصابة وتقليل الأعباء على المستشفيات.
كما أشارت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد بناء نموذج صحي متطور يرتكز على التكنولوجيا والابتكار، وهو ما سيُحسن بشكل مباشر جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، سواء من حيث سرعة التشخيص أو كفاءة العلاج.
وشددت على أهمية توفير قاعدة بيانات صحية مركزية مؤمّنة، مع تدريب الكوادر الطبية على آليات التعامل مع هذه التقنيات الحديثة، مؤكدة أن مصر عازمة على ترسيخ منظومة صحية أكثر حداثة تواكب متطلبات العصر وتضع صحة المواطن على رأس الأولويات.
وأكدت الدكتورة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن مواكبة التطور التكنولوجي والتحول الرقمي في القطاع الصحي لم تعد خيارًا، بل أصبحت ضرورة حتمية، في ظل الطفرة التي يشهدها العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي ورقمنة البيانات، مشيرة إلى أن الدولة المصرية تسعى للاستفادة من هذه الأدوات الحديثة بما ينعكس إيجابًا على الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأوضحت لـ"صدى البلد" أن توظيف الذكاء الاصطناعي في جمع البيانات وتحليلها يسهم في توفير إحصاءات دقيقة وموثوقة تساعد وزارة الصحة في وضع الخطط واتخاذ القرارات وترتيب الأولويات بشكل علمي، مقترحة إنشاء قاعدة بيانات صحية مركزية مؤمنة للمرضى، بما يضمن سرعة الوصول للمعلومات وتسهيل اتخاذ القرار.
وأبدت سعيد تحفظها على الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في عمليات التشخيص الطبي، مؤكدة أن هذا المجال لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، مشددة على أن الطب مهنة قائمة بالأساس على التواصل الإنساني والتقدير الشخصي لكل حالة، وهي جوانب لا يمكن للتقنيات الحديثة محاكاتها بشكل كامل.
واختتمت عضو لجنة الصحة تصريحاتها بالتأكيد على أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة داعمة وفعّالة، لكنها لا تستطيع أن تحل محل الطبيب أو أن تنزع البعد الإنساني عن ممارسة الطب.
وأشاد النائب الدكتور أيمن أبو العلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بالخطوة المهمة التي قام بها الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر هواوي كونكت 2025 بمدينة شنغهاي، ولقائه مع مسؤولي شركة هواوي لبحث التعاون في مجال التكنولوجيا الطبية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وأكد أبو العلا، في تصريحاته، أن توجه الدولة للاستثمار في التقنيات الحديثة يعكس رؤية واضحة نحو بناء نظام صحي أكثر تطورًا وكفاءة، موضحًا أن توظيف الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي وتحليل قواعد البيانات يمثل نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، بما يسهم في رصد الأمراض بدقة أكبر، وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشار وكيل لجنة حقوق الإنسان إلى أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، ليس فقط على مستوى تبادل الخبرات التقنية، بل أيضًا في تدريب وتأهيل الكوادر الطبية والإدارية على التعامل مع الأنظمة الرقمية الذكية، بما يعزز قدراتهم ويرتقي بأداء المنظومة الصحية في مصر.
واختتم الدكتور أيمن أبو العلا تصريحاته بالتأكيد على أن هذا التوجه ينسجم مع جهود الدولة للتحول الرقمي في مختلف القطاعات، لافتًا إلى أن القطاع الصحي يأتي في صدارة هذه الأولويات لما له من تأثير مباشر على حياة المواطن وحقوقه الأساسية في الصحة والحياة الكريمة.