قال الدكتور علي الدين هلال، المفكر السياسي وأستاذ العلوم السياسية، إن من أكثر الملفات تعقيدًا في المشهد الإقليمي والدولي هو الملف الفلسطيني، لما يتضمنه من تداخلات سياسية وإنسانية وجغرافية شديدة الحساسية، مشيرًا إلى أن "الصعوبة نابعة من عدد من السمات العامة للمشهد"، موضحًا أن أبرزها حالة من الفوضى وعدم اليقين، تسارع وتلاحق الأحداث، الإفلات من العقاب، وجود دولة تمارس سياسات هجومية بربرية تحت حماية القوة الأعظم في العالم.
وأضاف هلال، خلال استضافته ببرنامج "ستوديو إكسترا"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، وتقدمه الإعلامية منة فاروق، أن "رغم انعدام مقومات الحياة الأساسية، يواصل الشعب الفلسطيني صموده على الأرض، في حين تبقى المواقف المصرية ثابتة، دفاعًا عن الأمن القومي المصري، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته".
وتطرق هلال إلى الاعتراف المتزايد من بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين، معتبرًا أنه "يمثل تحولًا مهمًا في المناخ السياسي الدولي"، مشيرًا إلى أن دولًا مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، بالإضافة إلى فرنسا وعدد من الدول الأصغر المرتبطة بها، تسير نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلى جانب دول اعترفت بها بالفعل مثل إسبانيا وسلوفينيا وهولندا.
وأفاد أن "هذا التوجه يُعد ضربة للمفهوم الإسرائيلي القائم على استخدام تهمة معاداة السامية كسلاح سياسي"، مشيرًا إلى أن إسرائيل طالما استخدمت هذه التهمة لردع أي انتقاد موجه لسياستها، وخاصة في أوروبا.
وأوضح هلال أن "مصطلح معاداة السامية" غير مألوف في السياق العربي، لكن في أوروبا يحمل دلالات شديدة الخطورة، حيث يُفهم أنه معاداة لليهود ودعم للفكر النازي وإنكار للمحرقة، وهي تهمة قد تضع صاحبها تحت طائلة القانون في عدة دول أوروبية كبرى.
وفيما يتعلق ببريطانيا تحديدًا، قال هلال إن "لدى بريطانيا شعورًا سياسيًا وأخلاقيًا بالذنب تجاه ما حدث في فلسطين، باعتبارها دولة الانتداب التي أصدرت وعد بلفور، وأشرفت على تسهيل انتقال اليهود إلى فلسطين، ومهّدت الطريق لإنشاء دولة إسرائيل".
وأكد أن "بريطانيا أعلنت إنهاء الانتداب قبل أن تضمن وجود بيئة ملائمة لقيام حكومة فلسطينية، وهي اليوم تشعر بمسؤوليتها التاريخية عن هذه النتائج".