قبل ساعات من انعقاد المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حلّ الدولتين، بقيادة السعودية وفرنسا، توالت ردود الفعل الدوليّة التي أعقبت إعلان كلٍّ من المملكة المتحدة وأستراليا وكندا الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، بعد نحو 8 عقود من قرار التقسيم الذي اتخذته الأمم المتحدة، وتحديدًا سنة 1947م، والمتعلق بإعلان إقامة دولة إسرائيل على جزء من أراضي فلسطين التاريخية.
الدول الثلاث قالت في بيانات منفصلة اليوم إن الاعتراف بدولة فلسطين يأتي التزامًا بمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتجسيدًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
واقرأ أيضًا:

ومن المتوقع أن تنضم مزيد من الدول إلى القائمة التي تعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، ومن بينها فرنسا، وهي مثل المملكة المتحدة، واحدة من الدول الخمس دائمي العضوية في مجلس الأمن.
رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، قال في بيان رسمي، وصف هذا الاعتراف بأنه "خطوة نحو إحياء الأمل في حل الدولتين"، مشددًا على أن "هذه الخطوة ليست مكافأة لحركة حماس، التي لن يكون لها دور في الحكومة الفلسطينية المستقبلية"، وذكر أن المملكة المتحدة ستفرض مزيدًا من العقوبات على قيادات حركة حماس.
رئيس وزراء كندا مارك كارني، أكد أن بلاده "تدعم حل الدولتين سبيلا لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن هذا الاعتراف الرسمي "يأتي في وقت حساس، إذ يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حل عادل ودائم للنزاع".

أما رئيس وزراء أستراليا أنطوني ألبانيزي، فقد صرح بأن "أستراليا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة"، لافتًا إلى أن هذا الاعتراف "يعكس التزام أستراليا المستمر بحل الدولتين، الذي يعد الطريق الوحيد لتحقيق السلام والأمن في المنطقة".
يأتي ذلك في حين تتجه الأنظار إلى عشر دول أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، ليصل بذلك عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى 159 دولة من أصل 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة.
الأردن ترحب بالاعتراف الدولي بفلسطين
في المملكة الهاشمية الأردنية، رحبت القيادة بإعلان المملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، الاعتراف رسميًّا بدولة فلسطين، مؤكّدةً أنّ هذا الموقف يتماهى مع الإرادة الدولية المتزايدة بضرورة إنهاء الاحتلال وتجسيد حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في إقامة الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وأكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، فؤاد المجالي تثمين المملكة لمواقف الدول الصديقة، التي تُعد تأكيدًا ودعمًا واضحًا للجهود الدولية الرامية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حلّ الدولتين، بما ينسجم مع قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

ردود فعل فلسطينية
رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن، أعرب عن ترحيبه بإعلان بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين المستقلة وذات السيادة رسميًا، والاعتراف بتطلعات الشعب الفلسطيني بدولة خاصة بهم، والاعتراف اليوم هو جزء من الجهود الدولية المنسقة لتهيئة المناخ المناسب لتنفيذ حل الدولتين.
وأكّد أنها تشكل خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية.
كما أكّد أن الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته وتجسيد استقلاله سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين، إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار.
كما رحب نائب رئيس دولة فلسطين، نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، باعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، وعدَّه انتصارًا للحق الفلسطيني ولعدالة قضيته.
وقال الشيخ في تغريدة له عبر منصة (X)، إنّ هذا الاعتراف يشكل "انتصارًا دوليًا للحق والحقوق والمعاناة والتشرد والقهر، وانتصارًا للإنسانية وللعدل والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها".

إسكتلندا ترحب
في إسكتلندا دعت الحكومة نظيرتها البريطانية إلى فرض مزيد من العقوبات على إسرائيل، معربة عن ترحيبها باعتراف بدولة فلسطين، مطالبة بألا يكون الاعتراف مشروطًا.
وحثّت إسكتلندا على ضرورة إنهاء التعاون العسكري مع إسرائيل، مشيرة إلى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للفلسطينيين والإسرائيليين للعيش بسلام وازدهار وأمان.
وذكرت الحكومة الإسكتلندية، في بيان، أن الاعتراف بدولة فلسطين لحظة تاريخية كان ينبغي أن تتحقق منذ زمن طويل.
فرحة في لبنان رغم الآلام
حيا رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، بريطانيا وكندا وأستراليا، على اعترافها اليوم بدولة فلسطين، وكتب في تغريدة على موقع (X): "تحية لبريطانيا وكندا وأستراليا على خطواتها التاريخية بالاعتراف اليوم بدولة فلسطين، ما يؤكد أن لا حل ولا استقرار دائم في منطقتنا إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمبادرة السلام العربية التي اقرّت في قمة بيروت عام 2002".

تركيا تعلّق
رئيس دائرة الاتصال التابع للرئاسة التركية برهان الدين دوران، أكد أن اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين، يعد دليلا ملموسا على الدفاع عن القانون الدولي والوقوف بجانب القيم الإنسانية العالمية.
وأوضح دوران، في منشور على منصة “إن سوسيال” التركية، أن تركيا ترحب بقرارات بريطانيا وكندا وأستراليا الاعتراف بفلسطين بوصفها دولة، مشيرًا إلى أن الدول التي تعارض الاعتداءات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء وتعترف بفلسطين دولة، تقف إلى الجانب الصحيح من التاريخ.
وأعرب دوران، عن ثقته بأن اعتراف مثل هذه الدول بدولة فلسطين، سيشجع الدول الأخرى للإقدام على خطوات مماثلة، ويساهم في وصول فلسطين إلى المكانة التي تستحقها على الساحة الدولية.
البرلمان العربي يرحب بإعلان فلسطين
البرلمان العربي رحّب بالقرار التاريخي الذي أعلنته كل من بريطانيا وأستراليا وكندا بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، قائلا إن هذه الخطوة تمثل انتصارًا جديدًا للحق الفلسطيني المشروع، وانعكاسًا واضحًا للإرادة الدولية الرافضة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي وممارساته العدوانية.

وأوضح رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي، أن هذا الاعتراف الثلاثي يعزز مكانة دولة فلسطين على الساحة الدولية، ويعدّ نقلة نوعية في مسار دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة الجريئة من الدول الثلاث تجسّد احترامها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وشدد اليماحي على أن هذا التطور التاريخي يمثل رسالة قوية للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفاعل لإنهاء الاحتلال، ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وجدد موقف البرلمان العربي الثابت لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وحشد الاعتراف بدولة فلسطين، بوصفه الطريق الصحيح لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

مجلس التعاون الخليجي
رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي، بإعلان كل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل تطورًا تاريخيًا مهمًا نحو تحقيق العدالة والشرعية الدولية، وتجسيدًا لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشاد البديوي، بالمواقف الشجاعة لهذه الدول، التي تعكس التزامًا صادقًا بالقيم الإنسانية والعدالة الدولية، وتعيد الاعتبار لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما يسهم في تعزيز جهود المجتمع الدولي، لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
ودعا الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، إلى أن تحذو حذو هذه الدول، وتعمل على تسريع الخطوات العملية لدعم حل الدولتين، بوصفه الخيار الوحيد الكفيل بإنهاء الصراع وإرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، الأحد إن أستراليا اعترفت رسميا بفلسطين كدولة ذات سيادة، لتنضم بلاده بذلك إلى المملكة المتحدة وكندا في اتخاذ هذا القرار التاريخي وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ).
وأكد ألبانيز في بيان مشترك مع وزيرة الخارجية بيني وونج، أن "أستراليا تعترف بالطموحات المشروعة والراسخة منذ زمن طويل للشعب الفلسطيني في إقامة دولتهم الخاصة بهم".
وذكر أن "خطوة الاعتراف اليوم تعكس التزام أستراليا طويل الأمد بحل الدولتين، الذي كان دائما السبيل الوحيد لتحقيق سلام وأمن دائمين لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".

وأشار البيان إلى أن السلطة الفلسطينية قد اعترفت بحق إسرائيل في الوجود، وأوضح أن "حركة حماس الإرهابية يجب ألا يكون لها أي دور في فلسطين".
أحزان في إسرائيل
على الجانب الآخر قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن إقامة دولة فلسطينية “لن يتحقق"، وأصدر بيانا غاضبا بعدما أعلنت بريطانيا وحلفاء غربيون آخرون اعترافهم من جانب واحد بدولة فلسطينية في خطوة ينظر إليها على أنها تعبير عن الاستياء من إسرائيل.

واتهم نتنياهو القادة الأجانب بمنح “جائزة” لحماس، وقال: “لن يحدث... لن يتم تأسيس دولة فلسطينية غرب نهر الأردن".
وقال نتنياهو إنه سيعلن رد إسرائيل بعد زيارة الأسبوع المقبل إلى الولايات المتحدة، إذ سيلتقي بالرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.
بن غفير "يبكي" كالعادة!
وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير دعا إلى ضم الضفة الغربية فورًا، عقب اعتراف كندا وبريطانيا وأستراليا بدولة فلسطينية الأحد.

وطالب بن غفير، في منشور في إكس، أيضًا بتفكيك كامل للسلطة الفلسطينية، التي وصفها بأنها "سلطة إرهابية".
وأعلن بن غفير عن خطط لتقديم اقتراح في الاجتماع الحكومي المقبل بشأن "توسيع السيادة (الإسرائيلية)"، في خطوة تشير عمليًا إلى الضم، ما يبعد بشكل أكبر إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.
زعيم المعارضة في إسرائيل يندد بالاعتراف بدولة فلسطينية
وندد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، الأحد، بقرار بريطانيا وأستراليا وكندا الاعتراف بدولة فلسطينية، واصفًا القرار بأنه "كارثة دبلوماسية".

وقال لابيد، في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس: "إنها خطوة سيئة ومكافأة للإرهاب".
وأضاف: "كان من الممكن لحكومة إسرائيلية قادرة على أداء مهامها أن تمنع ذلك، من خلال عمل ذكي وجاد، ومن خلال حوار دبلوماسي محترف، ومن خلال حملة دعم ومناصرة مناسبة".
واتهم لابيد، الذي يمثل حزبه يش عتيد (هناك مستقبل) تيار الوسط في الحياة السياسية الإسرائيلية، أيضا الحكومة اليمينية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمسؤولية عن “كارثة أمنية” و”أزمة دبلوماسية” على حد سواء.
عائلات الرهائن ينتقدون الاعتراف بدولة فلسطين
أدانت عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة قرار بريطانيا وكندا وأستراليا الاعتراف بدولة فلسطينية الأحد، قائلين إنها “تغض الطرف” عن 48 شخصا لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس.

وقال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين في بيان: "كعائلات ترغب بشدة في السلام في المنطقة، نعتقد أن أي مناقشة حول الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن تكون مشروطة بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن".
وقال المنتدى إن "تقديم مثل هذه المكافآت السياسية المهمة دون تأمين عودة جميع أحبائنا الـ 48 يمثل فشلا كارثيا للقيادة السياسية والأخلاقية والدبلوماسية التي ستضر بشدة بالجهود المبذولة لإعادتهم جميعًا إلى الوطن".
ودعا أقارب الرهائن، المحتجزين في غزة منذ ما يقرب من عامين، "جميع الدول إلى التصرف بمسؤولية والتأكد من أن أي مناقشات بشأن اليوم التالي تتم فقط بعد إعادة أحبائنا إلى الوطن".