قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

العلاقات المصرية الصينية.. شراكة استراتيجية راسخة تعزز التنمية والاستقرار

العلاقات المصرية الصينية
العلاقات المصرية الصينية

تُمثل العلاقات المصرية الصينية نموذجًا متفردًا لشراكة استراتيجية شاملة، تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، مستندة إلى إرث حضاري عريق وإرادة سياسية راسخة لدى قيادتي البلدين، وإلى توافق متين على رؤية عالمية قوامها التنمية المشتركة وبناء جسور التفاهم الحضاري وتعزيز التعددية الدولية.


وتحتضن مصر العديد من الاحتفالات بذكري العيد الوطني للصين ، وتنظم الجهات الدبلوماسية والثقافية وقنصلية الصين بالاسكندريه فعاليات متنوعة لإحياء تلك المناسبة بمشاركة الشخصيات العامة والقيادات وكافة الجهات بما يؤكد أن العلاقات بين الدولتين الصديقتين تشهد عصرها الذهبي.


ويشمل التعاون الاستراتيجي الشامل بين مصر والصين كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاستثمارية والثقافية والبني التحتية .


كما تبرهن الزيارات رفيعة المستوى بين قادة البلدين الصديقين والمشاركة في الفعاليات الكبري علي عمق العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وبكين ، ومن بين تلك الأحداث والزيارات الهامة مشاركه مصر في كل من قمة منظمة شنغهاي للتعاون و احتفالات الصين بالذكرى الـ 80 لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية وكذلك زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني" لي تشيانج" إلي مصر بما يؤكد أن عمق وتاريخية الصداقة بين البلدين.


ويمثل التعاون في الجانب الاقتصادي والتنموي أحد أبرز أوجه العلاقات بين مصر والصين ويترجم ذلك في المشروعات الاقتصادية والتنموية العملاقة التي تجسد عمق الترابط بين الجانبين، وتعد الصين شريك هام في مشروعات البنية التحتية في العاصمة الإدارية والعلمين من خلال شركاتها الرائدة في مجال المقاولات والتشييد ، حيث أسهمت في إنشاء أبراج منطقة الأعمال المركزية، ومن بينها البرج الأيقوني الذي يُعد الأعلى في إفريقيا، ليمثل رمزا لمدي الترابط المصري الصيني.


كما تمثل الصين الشريك التجاري الأول لمصر، حيث يتخطى حجم التبادل التجاري مليارات الدولارات سنويًا، وتشهد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس حضورًا متناميًا للشركات الصينية العاملة في الصناعات الثقيلة، والبتروكيماويات، والإلكترونيات، وغيرها من الصناعات، وهو ما يعكس ثقة مجتمع الأعمال الصيني في البيئة الاستثمارية المصرية.


كما يشمل التعاون العلمي والأكاديمي بين مصر والصين آفاقًا واسعة في مجالات التكنولوجيا الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والطاقة والمتجددة، و يمثل المجال الصحي أحد محاور التعاون الجديدة بين القاهرة وبكين ويجري العمل على تعزيز الاستفاده من خبرات الطب الصيني التقليدي في برامج العلاج والوقاية في مصر ويشهد ذلك إقبالًا متزايدًا عبر برامج تدريبية وتبادل خبرات مع المؤسسات الصحية والبحثية، كما يبرز مشروع إنشاء مركز للتعاون في مجال الآثار الغارقة كخطوة متقدمة في حماية التراث الإنساني المشترك وإبراز إسهامات الحضارتين في صياغة الهوية الثقافية العالمية.


وتُعد جمعية الصداقة المصرية الصينية أحد أبرز جسور التواصل الحضاري بين الشعبين ،حيث تنظم فعاليات متنوعة ومتعددة بحضور رقيه المستوى بما يعزز العلاقات بين الجانبين .


كما ترتبط مصر والصين بالعديد من برامج التعاون وتبادل الخبرات خاصة ما يشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما تنظمهجامعة الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وجامعات شاندونغ وجينان بما يساهم في إثراء المشهد الثقافي المصري، وتوسيع نطاق المعرفة المتبادلة بين النخب الأكاديمية والشبابية، كما يُسهم معهد كونفوشيوس في ترسيخ تعليم اللغة الصينية وتعزيز الحوار الثقافي والفكري.


كما تشهد الإسكندرية تعاونًا مثمرًا مع عدد من المقاطعات والمدن الصينية، من بينها قواندونغ التي ارتبط ميناؤها الرئيسي (غوانغتشو) باتفاقيات تعاون مع ميناء الإسكندرية لتعزيز النقل البحري واللوجستيات وبناء الموانئ الذكية، إلى جانب التعاون مع مقاطعة قويتشو في مجالات التنمية المحلية، والتبادل الشبابي والنسائي، بما يعكس تنوع أوجه الشراكة على كافة المستويات.


وتمثل العلاقات المصرية الصينية نموذجا للتعاون الاستراتيجي الشامل يستهدف تعزيز التنمية الشاملة وترسيخ الأمن والاستقرار، وتبقى العلاقات بين القاهرة وبكين شاهدًا حيًا على قدرة الحضارات العريقة علي الترابط والتعاون انطلاقا من أرضية صلبة من المصالح المشتركة والقيم الإنسانية، لتصوغ معًا مسارًا جديدًا للتعاون قوامه الصداقة والاحترام المتبادل، ورؤيته تحقيق التنمية والازدهار المشترك لشعبيهما وللعالم أجمع.