قال الدكتور حسن القصبي، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إن الله سبحانه وتعالى أرشدنا في القرآن الكريم إلى أن في الأرض آيات تدلنا على عظمته وتوصلنا إلى اليقين، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ﴾.
النظر في الكون
وأوضح القصبي، خلال تصريح، أن النظر في الكون بكل ما فيه من سماء بلا عمد، وأرض ممهدة، وحركة اللسان، وسمع الأذن، وبصر العين، يقود الإنسان إلى اليقين بالله عز وجل، لأن الخالق الذي أبدع هذا النظام هو وحده المدبر لكل شيء.
وأشار أستاذ الحديث إلى أن القرآن الكريم بين أن اليقين يأتي بالإيمان بالوحي، في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ﴾، موضحًا أن اليقين ليس مجرد فكرة بل ثمرة للإيمان والعمل الصالح.
وأكد القصبي أن من أراد اليقين فعليه أن يلتزم بأوامر الله مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، وحج بيت الله الحرام، وأن يتحلى بالأخلاق التي أمر بها الإسلام، مشددًا على أن هذه العبادات تغرس الطمأنينة في القلب وتقوي الصلة بالله.
وحذر من أن إهمال العبادات والأخلاق والآداب في الحياة يحرم الإنسان من نعمة اليقين، ويجعله يعيش في اضطراب وقلق دائم، بينما اليقين من أعظم النعم التي يهبها الله لعباده المؤمنين.
وقال الدكتور حسن القصبي إن التأمل في آيات الله في الكون وفي النفس، والالتزام بأوامره ونواهيه، هو السبيل للوصول إلى قلب مطمئن وفؤاد هادئ وحياة مليئة بالرضا والهداية.
آيات الله في الكون
من ناحية أخرى، أكد الشيخ أحمد عصام فرحات، إمام مسجد السيدة زينب، أن آيات الله في الكون تعد دليلًا واضحًا على عظمته وقدرته، مستشهدًا بقوله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ}.
وأوضح الشيخ أحمد عصام فرحات ، خلال تقديمه برنامج «وبشر المؤمنين» على قناة صدى البلد، أن الله سبحانه وتعالى يحيي الأرض الجدباء بالماء، فتخرج منها الحبوب والثمار التي يعيش عليها الإنسان، وهو ما يدل على قدرته على إحياء الموتى يوم القيامة.
وأضاف فرحات أن النعم التي وهبها الله للإنسان، مثل البساتين المثمرة، والعيون الجارية، والنخيل والأعناب، كلها شواهد على رحمته وإحسانه، وكان ينبغي على الناس شكر الله على هذه النعم بدلًا من الجحود.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يلفت الأنظار إلى النظام الدقيق في الكون، حيث لا تطغى الشمس على القمر، ولا يسبق الليل النهار، بل يسير كل منهما وفق تقدير الله العزيز العليم، مؤكدًا أن هذه الآيات بمثابة دعوة للتأمل والتفكر في عظمة الخالق ووجوب الإخلاص له في العبادة.