أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشرع الشريف يشترط في أي عمل أو استثمار أن يكون نافعًا للإنسان والمجتمع، محققًا لمقاصد شرعية تعود بالفائدة على الكون والحياة، وألّا يكون وسيلة للكسل أو التربح بلا فائدة حقيقية.
أرباح التفاعل مع المنصات
وأشار أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال تصريح، إلى أن أي عمل لا يحقق نفعًا حقيقيًا ويقتصر على تضليل الناس أو خداعهم يُعدّ مخالفًا لمقاصد الشريعة، موضحًا أن فكرة الحصول على المال مقابل الضغط على زر الإعجاب فقط تعطي إيحاءً غير حقيقي بجودة المحتوى، وهو نوع من الغش والخداع الذي يحرّمه الشرع.
وأكد أن الرزق يجب أن يأتي من طريق حلال ومباشر يحقق منفعة حقيقية، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "إن ما عند الله لا يطلب إلا بطاعته"، داعيًا إلى طلب الرزق بالطرق المشروعة التي تنفع الفرد والمجتمع.
وبيّن أن مثل هذه الأعمال تشبه في حكمها التسويق الشبكي الذي حُرِّم لعدم وجود منتج حقيقي، ولأنها تبني ثراءً على حساب خداع الآخرين، محذرًا من أن انتشار هذه الممارسات يضر بالاقتصاد والمجتمع ويهدر طاقات الشباب في أعمال غير منتجة.
وأكد على أن المسلم مطالب بأن يسعى للنفع العام، لا للإضرار بالآخرين، وأن يختار عملًا يحقق قيمة حقيقية ويخدم المجتمع بدلًا من الممارسات التي تعتمد على الوهم أو الكسب غير المشروع.
أرباح "تيك توك" حرام في هذه الحالة
وقال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن المال الذي يتم تحصيله من خلال فتح لايف على المنصات خاصة تطبيق "تيك توك"، دون تقديم محتوى هادف أو مفيد هو مال حرام.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء خلال فتوى له، أن هناك بعض الأشخاص الذين يفتحون لايف على تيك توك أو منصات مشابهة وهم جالسون فقط أمام الكاميرا دون أن يقدموا أي محتوى حقيقي، مثل الحديث أو القرآن أو أي شيء هادف، لافتا إلى أن هؤلاء الأشخاص لا يفعلون أي شيء سوى أنهم يجلسون فقط، والناس يرسلون لهم هدايا ويحولونها إلى أموال، وهذا يعتبر نوعاً من أنواع التسول، لأنهم لا يقدمون شيئاً يستحق الدعم".
وأكد أن هذا السلوك يعكس "سيطرة المادة على القلوب"، معتبراً أن هذه التصرفات تعتبر "فضائح" لأنها تفتح البيوت بشكل غير لائق، وتعتبر انتهاكاً لحرمة الحياة الخاصة للناس، مشيرا إلى أن المادة سيطرت على بعض الأشخاص لدرجة أنهم يسعون لكسب المال بطرق لا تمت للأخلاق أو الدين بصلة.
وأوضح أن هذه الظاهرة تعتبر "قلة دين" و"عدم احترام للأخلاقيات"، داعياً الجميع للتوبة والرجوع إلى الله، قائلاً: "الإنسان لم يكن يتخيل في يوم من الأيام أن نصل إلى هذه المرحلة، حيث يتم عرض الحياة الخاصة بشكل علني للحصول على المال. هذه ظاهرة تستدعي الوقوف معها بجدية والتراجع عنها".