لعل من فاتهم صلاة المغرب يتساءلون عن هل يجوز صلاة المغرب قضاء بعد العشاء ؟، خاصة وأنها من صلوات الفريضة اليومية المكتوبة ، التي لا ينبغي التفريط فيها بأي حال من الأحوال ، ومن ثم ينبغي تعويضها وهذا ما يضفي أهمية كبيرة لمعرفة هل يجوز صلاة المغرب قضاء بعد العشاء ؟، حيث إنه من الاستفهامات المهمة التي يبحث عنها أولئك الذين فاتتهم صلاة المغرب ويسعون لتعويض ثوابها بأدائها قضاء ، خاصة وأنها من الصلوات المكتوبة التي لا تسقط عن الإنسان ، ودين الله أحق أن يقضى ومن هنا تنبع أهمية سؤال هل يجوز صلاة المغرب قضاء بعد العشاء ؟.
هل يجوز صلاة المغرب قضاء بعد العشاء
ورد فيها أنه يحرم تأخير صلاة المغرب إلى ما بعد أذان العشاء إلا من عذر شرعي كالنوم والنسيان، وينبغي على من فاتته صلاة المغرب بعذر صلاها النائم إذا استيقظ والناس إذا تذكر، فإن كان الفوت بغير عذر شرعي كان آثمًا وعليه القضاء والتوبة من ذنب تضييع وقت الصلاة.
وتكون التوبة بالندم والعزم على عدم تأخير الصلاة عن وقتها، وعليه أن يصلي المغرب قضاءً قبل أداء صلاة العشاء إلا إذا وجد صلاة الجماعة للعشاء قائمة فإنه يجوز له أن يدخل معهم في صلاة العشاء ثم يصلي المغرب بعد الفراغ من العشاء.
و تقضى صلاة المغرب الفائتة في وقت الصلاة التي تليها وهي صلاة العشاء ، حيث يبدأ المصلي بـ صلاة العشاء ثم ينهيها ويبدأ بصلاة المغرب بعدها، وينبغي على الشخص أن يُصلِّي الفائتة أولًا ثم يُصلي الصلاة الحاضرة ، ولا يجوز له التأخير، وهناك خطأ شائع بين الكثيرين>
و قد شاع عند البعض في قضاء الصلوات الفائتة أن الإنسان إذا فاته فرض فإنه يقضيه مع الفرض الموافق له من اليوم الثاني، فمثلًا لو أنه لم يصل الفجر يومًا فإنه لا يصليه إلا مع الفجر في اليوم الثاني ، وهذا خطأ .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها»، والحديث يدل على أن الإنسان يصلي الفائتة أولا بمجرد أن يذكرها ثم يصلي الصلاة الحاضرة بعد ذلك.
صلاة المغرب قبل العشاء دقائق
ورد فيها أن تأخير الصَّلاة إلى آخر وقتها هو ألّا تُصلّى الصَّلاة في أوّل وقتها بل في آخره، قبل انقضاء وقت الصَّلاة بزمنٍ يسيرٍ، وتأخير الصَّلاة إلى آخر وقتها إن كان لعُذرٍ -لمرض أو سفر أو ركوب أو خوف..... إلخ- فلا حرَج ولا إثم في تأخيرها.
وجاء أنه إذا كان تأخيرها إلى آخر الوقت دون عُذرٍ فهو خِلاف الأولى؛ إذ إنَّ الأصل والأكمل والأفضل أداء الصّلاة على وقتها؛ لِما للمُسارعة في الخيرات وأداء العبادة من فضلٍ عند الله تعالى، كما جاء في قوله سبحانه: «...فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ...»،وقوله تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ».
ولِما كان عليه النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- وصحابته -رضي الله عنهم- من حرصٍ على أداء الصلّاة على وقتها. يُضاف إلى ما سبق ما كان لأداء الصَّلاة على وقتها من فضلٍ عند الله؛ فهي من أحبّ الأعمال إليه .
وروى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النَّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: «سألت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: الصّلاة على وقتها. قال: ثُمَّ أيُّ؟ قال: ثُمَّ بِرُّ الوالدَينِ. قال: ثُمَّ أيّ؟ قال: الجهادُ في سبيل الله. قال: حدثني بهِنَّ، ولو استزَدْتُه لزَادَني»، لأجل ذلك كلِّه كان الأوْلى والأكمل أداء الصّلاة على وقتها، غير أنَّ تأخيرها لآخر الوقت ليس حرامًا، لكنَّ اعتياده دون عُذرٍ قد يؤدّي إلى الحرام بترك صلاة الجماعة، والتَّكاسُل والتَّهاوُن في أداء الصَّلاة.