اعتذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقطر على العدوان الصهيوني الذي استهدف السيادة القطرية بحجة اغتيال قادة حركة حماس الذين كانوا يتواجدون في الدوحة، وهو الأمر الذي قوبل في داخل الاحتلال بالغضب.
قدم نتنياهو الاعتذار لقطر خلال مكالمة هاتفية جرت من البيت الأبيض، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمبادرة ووساطة مباشرة من الأخير.
طلب ترامب من نتنياهو الاعتذار صراحة عن انتهاك السيادة القطرية، في إطار جهود أوسع تهدف إلى إعادة ترتيب العلاقات بين إسرائيل وقطر، ودفع مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى إلى الأمام، بحسب مصادر دبلوماسية.
وأكد البيت الأبيض لاحقا أن المكالمة التي جمعت ترامب ونتنياهو وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كانت "بناءة"، وأن الرئيس الأمريكي أعرب عن رغبته في "وضع العلاقات بين إسرائيل وقطر على مسار إيجابي بعد سنوات من سوء الفهم والتوتر".
وأضاف المسئولون أن "نتنياهو أعرب عن أسفه العميق لمقتل ضابط أمن قطري بشكل غير مقصود خلال عملية عسكرية استهدفت خمسة من نشطاء حماس في الدوحة"، في إشارة إلى عملية "قمة النار" التي نفذت في بداية سبتمبر.
وحول الاعتذار، هاجم وزير المالية المتطرف ورئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، نتنياهو ، ووصف الاعتذار من قبل نتنياهو بأنه "اعتذار ذل" و"عار".
وقال سموتريتش: "في ذكرى اتفاق ميونيخ (29 سبتمبر 1938). فكما كان الحال آنذاك، كذلك الآن، تتردد كلمات ونستون تشرشل الشهيرة: كان بإمكان إنجلترا أن تختار بين العار والحرب، فاختارت العار، ولذلك ستحصل على الحرب أيضا، إن الاعتذار أمام دولة تمول الإرهاب وتدعمه ليس ضعفا فحسب، بل خيانة للمبادئ".
وقال وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير إن الغارة في الدوحة كانت مبررة، معقبا: "استهداف مرتكبي مذبحة 7 أكتوبر في دولة معادية مثل قطر كان عملا بالغ الأهمية، عادلًا وأخلاقيًّا بلا مثيل.. حان الوقت لقول الحقيقة للعالم: قطر دولة تدعم الإرهاب، تموله وتحض عليه. لا مال في الدنيا يستطيع غسل الإرهاب من أيديها".
كما عبرت وزيرة المهام الوطنية أوريت ستروك عن استيائها، وتساءلت بسخرية: "هل اعتذر أمير قطر لرئيس الوزراء عن مذبحة 7 أكتوبر؟"، مشيرة إلى أن نتنياهو وجّه اعتذاره لرئيس الوزراء القطري، وليس لأمير الدولة، في خطوة رآها البعض تقليلا من شأن الحدث.
وفي المقابل، وجه زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان، انتقادا شخصيا حادا لنتنياهو، قائلا: "من غير المعقول أن يعتذر نتنياهو لقطر، التي لم تدن حتى الآن مذبحة 7 أكتوبر، بينما لم يعتذر قط لشعب إسرائيل عن آلاف القتلى والمعتدى عليهم والمخطوفين الذين سقطوا في عهده".
أما يائير جولان، رئيس حزب "الديمقراطيون"، فوصف الخطوة بـ"الإذلال"، وكتب: "لا يمكن تصديق ذلك. لم يعتذر أمام عائلات الأسرى الذين تم التخلي عنهم، ولا أمام عائلات الضحايا الذين قتل أحبتهم، ولا أمام الكيبوتسات التي أُحرقت، ولا أمام آباء الجنود القتلى أو مئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين بيعوا للحريديم. لكنه اعتذر لرئيس وزراء قطر! نتنياهو اعتذر للرجل الذي مول بمئات الملايين مذبحة أكتوبر، وبماله بنيت الأنفاق، واشتري السلاح، وقتل يهود، واختطفت عائلات. أمام هذا العدو لإسرائيل، هذا المعادِي لليهود، تذلل نتنياهو وانبطح. نتنياهو ضعيف وخاضع. كان وسيبقى شريكا استراتيجيا لحماس وقطر. ولن يغفر له ذلك لا في يوم كيبور هذا، ولا في مائة يوم كيبور قادمة".