قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وصول سفينتي أسطول الصمود إلى أسدود| معركة رمزية تكسر هيبة الحصار.. خبير يعلق

أسطول الصمود
أسطول الصمود

في مشهد يعكس تصاعد معركة الإرادات، اعترضت البحرية الإسرائيلية أسطول الصمود العالمي الذي ضم أكثر من 40 قارباً مدنياً تقل على متنها 500 ناشط وبرلماني ومحامٍ من جنسيات متعددة، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على غزة. هذه المواجهة لم تكن مجرد حادث أمني عابر، بل حملت أبعاداً قانونية وسياسية وأخلاقية عميقة، كشفت هشاشة الرواية الإسرائيلية أمام ضغط التضامن الدولي.

البعد القانوني والسياسي.. حصار أم عقوبة جماعية؟

يرى اللواء محمد حمد، الخبير الاستراتيجي، أن إسرائيل تسعى دوماً لإضفاء شرعية على حصارها البحري للقطاع، عبر مصطلحات مثل "منطقة قتال نشطة" أو "حصار قانوني". لكن القانون الدولي، بحسبه، يعتبر ما يتعرض له أكثر من مليوني إنسان في غزة عقوبة جماعية مخالفة لاتفاقيات جنيف.

وأضاف حمد أن تعامل إسرائيل مع النشطاء الدوليين باعتبارهم "مهاجرين غير شرعيين" وترحيلهم السريع، ليس سوى تكتيك للهروب من فتح ملفات قضائية قد تدينها أمام محاكم دولية، خاصة المحكمة الجنائية الدولية.

الرسائل السياسية.. برلمانيون ومحامون في قلب المواجهة

وجود 500 ناشط بينهم برلمانيون وشخصيات قانونية بارزة، لم يكن مجرد تعبير عن تضامن إنساني، بل رسالة سياسية قوية بحسب الخبير تعكس رفضاً عالمياً متزايداً لعزلة غزة.

ويشير حمد إلى أن تل أبيب تخشى أن يتحول هؤلاء النشطاء إلى "شهود دوليين" على ممارساتها، وهو ما قد يفاقم عزلتها داخل المؤسسات الدولية ويعزز المطالبات بمحاسبتها قانونياً.

البعد الأمني.. هيبة الردع في الميزان

إسرائيل، وفق التحليل الاستراتيجي، تدرك أن السماح لأي قافلة بالوصول إلى غزة سيُسقط هيبتها البحرية، ويشجع مبادرات مشابهة مستقبلاً. لذلك تتعامل بقبضة حديدية مع كل محاولة، رغم الخسائر الإعلامية الكبيرة.

وقد أكدت المصادر أن وصول سفينتي أسطول الصمود إلى ميناء أسدود بأقصى سرعة جاء ضمن خطة إسرائيلية لإحكام السيطرة ومنع أي محاولة للاشتباك أو التواصل مع الصحافة قبل نقل النشطاء إلى مراكز الاحتجاز.

احتجاز النشطاء في سجن شديد الحراسة مثل "كتسيعوت" يعكس مخاوف المؤسسة الأمنية من فقدان السيطرة على هذا العدد الكبير، حيث يمثلون طيفاً واسعاً من الجنسيات والمرجعيات.

الإعلام والرأي العام.. خسائر إسرائيلية متجددة

رغم محاولاتها المستمرة لتبرير الحصار، تدفع إسرائيل ثمناً معنوياً كبيراً كلما اعترضت قافلة. فصور النشطاء، وبينهم أسماء لامعة مثل غريتا تونبرغ وريما حسن, تعيد مأساة غزة إلى واجهة الإعلام العالمي، وتفضح الاحتلال كقوة تمنع الغذاء والدواء عن المدنيين.

ويقول حمد إن إسرائيل تخسر معركة الرأي العام في كل مرة، إذ تظهر بمظهر القوة الغاشمة أمام مبادرات سلمية إنسانية.

معركة رمزية بأبعاد استراتيجية

يؤكد الخبير الاستراتيجي أن معركة "أسطول الصمود" هي معركة رمزية أكثر منها بحرية. فإسرائيل قادرة عسكرياً على اعتراض أي قارب، لكنها غير قادرة على كسر موجة التضامن الدولي.

ويضيف: "كل عملية اعتراض تزيد من عزلة إسرائيل، وتمنح الفلسطينيين ورقة معنوية قوية على الساحة الدولية، فيما تتحول القوافل الإنسانية إلى أداة ضغط ناعمة تعيد غزة إلى صدارة المشهد العالمي".

 

أثبتت حادثة اعتراض أسطول الصمود أن معركة غزة لم تعد محصورة في الميدان العسكري، بل انتقلت إلى فضاء القانون والإعلام والسياسة الدولية. إسرائيل قد تفرض سيطرتها على البحر، لكنها عاجزة عن السيطرة على الرواية العالمية. ومع كل قارب يتم اعتراضه، تكسب غزة مزيداً من التضامن، فيما تجد تل أبيب نفسها محاصرة بعزلة متزايدة ورواية قانونية تتهاوى أمام أعين العالم.