قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء الأزهر الشريف، أن سيدنا رسول الله ﷺ علمنا كيف نسعد وكيف نمرح، علمنا هذا في إطارٍ من الالتزام والمسئولية، وفي إطارٍ من التواضع والحب والود واللين واللطف، وفي إطارٍ من الشرع والعقيدة.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل فيسبوك، أن كان ﷺ لا يحب أن يكون أحدنا مضطربًا، ولذلك نهانا عن الغضب والغيظ، وعن الأفعال غير المحسوبة، فقَالَ ﷺ: «لاَ تَغْضَبْ ولك الجنة».
فالسعادة والمرح قيمةٌ في ذاتها. وعَنْ أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه، فيما أخرجه البخاري في صحيحه، قَالَ: كَانَ النَّبِىُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِى أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ " أي ولدًا صغيرًا"-
وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ ﷺ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟».
قال أنس: نُغَرٌ -طائر صغير- كَانَ يَلْعَبُ بِهِ.
فقوله ﷺ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟» يدل على أنه كان يُدخل السعادة بلطفٍ على الطفل الذي يلعب بطائره الصغير.
فلم يكن ﷺ كئيبًا، ولا متشددًا، ولا معتزلًا للناس، بل كان لطيفًا حلوًا جميلًا، يعلمنا كيف نمرح وكيف نسعد.
وعن أم خالد بنت خالد رضى الله تعالى عنها قالت: أُتِىَ النَّبِىُّ ﷺ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ -ثوب- سَوْدَاءُ صَغِيرَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُو هَذِهِ؟» فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ ﷺ: «ائْتُونِى بِأُمِّ خَالِدٍ»، فَأُتِىَ بِهَا تُحْمَلُ –وكانت طفلة صغير-.
فَأَخَذَ الْخَمِيصَةَ بِيَدِهِ، فَأَلْبَسَهَا، وَقَالَ ﷺ: «أَبْلِى وَأَخْلِقِى» -أي: دوبيها في عرق العافية- وَكَانَ فِيهَا عَلَمٌ أَخْضَرُ أَوْ أَصْفَرُ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ، هَذَا سَنَاهْ». وَسَنَاهْ بِالْحَبَشِيَّةِ: حَسَنٌ.
فهذا يرد على لسان سيدنا رسول الله ﷺ ليعلمنا البساطة، والسعادة، والمرح، وأن نُداعب الأطفال بلطف، ونختصهم بما يُدخل الفرح على قلوبهم؛ كالثياب الجديدة والكلمة الطيبة.