تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا يقول صاحبه: هل يجوز إخراج الصدقة بأكثر من نية؟
وأجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال بث مباشر عبر الصفحة الرسمية للدار، مؤكدًا أنه يجوز للمسلم أن يُخرج الصدقة بنوايا متعددة، موضحًا أن جميع العبادات تُقبل عند الله ما دامت خالصة لوجهه تعالى، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات».
وأشار شلبي إلى أن المسلم يمكن أن يجمع في نيته بين أكثر من مقصد، كأن يتصدق طلبًا لرضا الله، وفي الوقت ذاته رجاء البركة في المال أو شفاء مريض أو تفريج كرب، مبينًا أن الله سبحانه وتعالى يتقبل الصدقات مهما تنوعت النيات ما دامت صادقة وخالصة، وأن تعدد النية لا يُنقص الأجر بل يزيده.
كما أوضح أمين الفتوى أن الصدقة تُعد بابًا عظيمًا من أبواب الخير، ولها أثر بالغ في حياة المسلم، إذ تبارك في المال وتزيده وتدفع البلاء، مضيفًا أن الصدقات نوعان:
الأول هو الصدقة الجارية، وهي التي يستمر نفعها مدة طويلة كالمساهمة في بناء مسجد أو مستشفى أو دار أيتام، أما النوع الثاني فهو الصدقة العادية، وهي التي تُقدَّم للفقراء والمحتاجين مباشرة في صورة أموال أو مساعدات عينية.
وبيَّن شلبي أن الصدقة ليست قاصرة على المال فقط، بل يمكن أن تكون في صورة منفعة أو عطاء، مثل تقديم طعام أو دواء أو شراء أجهزة يحتاجها الفقراء، مشيرًا إلى أن كل ما يدخل السرور على المحتاجين يُعد من الصدقات التي يحبها الله.
هل يجوز للوكيل المكلف بتوزيع الصدقات الأخذ منها
وفي سياق متصل، تناول الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، حكم أخذ الوكيل المكلف بتوزيع الصدقات منها إن كان فقيرًا، موضحًا أن المسألة محل خلاف فقهي بين العلماء؛ فـ المالكية أجازوا له أن يأخذ منها بالمعروف إذا كان محتاجًا، لأن الفقير من مصارف الصدقات التي وردت في قوله تعالى:
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب".
أما الشافعية، فرأيهم أنه لا يجوز للوكيل الأخذ من مال الصدقة لأنه مجرد وسيط مكلف بالتوزيع فقط. وأوضح ممدوح أن من كان فقيرًا حقًا فيجوز له أن يأخذ بالقدر المعروف من الصدقات التي يوزعها اتباعًا لرأي المالكية، أما إن كان ميسور الحال فالأولى ألا يأخذ منها التزامًا برأي الشافعية.
واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن الصدقة عبادة عظيمة لا تقتصر على المال وحده، بل تشمل كل ما يحقق نفعًا للناس، وأن الإخلاص في النية هو أساس القبول والثواب عند الله تعالى.