أكد فريق بحثي دولي أن فوهة سيلفربيت الواقعة تحت بحر الشمال نشأت نتيجة اصطدام كويكب ضخم بالأرض قبل نحو 45 مليون سنة، مسببا موجة تسونامي هائلة تجاوز ارتفاعها 100 متر.
هذا الاكتشاف أنهى عقودا من الجدل العلمي حول أصل الفوهة، حيث كان يعتقد سابقا أنها نتجت عن نشاط بركاني أو حركة طبقات الملح في باطن الأرض.
آثار الاصطدام تحت قاع البحر
تقع الفوهة على بعد 80 ميلاً من ساحل يوركشاير، وعلى عمق 700 متر تحت قاع البحر ملامحها الدائرية وحلقة الصدوع المحيطة بها كانت دوما مثار جدل بين الجيولوجيين، حتى حسم الأمر مؤخرا بدراسة جديدة قادها الدكتور أويسدين نيكلسون من جامعة هيريوت-وات.
بلورات صدمية تكشف الحقيقة
اعتمد الباحثون على التصوير الزلزالي وتحليل الصخور المجهرية والنمذجة الرقمية، ليكتشفوا بلورات نادرة من الكوارتز والفلسبار متأثرة بصدمة هائلة.
هذه البلورات لا تتشكل إلا تحت ضغوط عالية جدا ناتجة عن اصطدام كويكب، وهو ما وصفه العلماء بأنه "الدليل القاطع" على أن الفوهة صدمية وليست بركانية.
موجة بارتفاع ناطحة سحاب
بحسب التقديرات، كان عرض الكويكب نحو 160 مترا، واصطدم بزاوية منخفضة قادما من الغرب.
الاصطدام أطلق عمودا هائلا من الصخور والمياه وصل إلى 1.5 كيلومتر في السماء، قبل أن ينهار محدثا تسونامي تجاوز ارتفاعه 100 متر، أي ما يعادل مبنى مكون من 30 طابق.
ندبة جيولوجية باقية رغم الزمن
ما يميز فوهة سيلفربيت هو حفاظها على شكلها شبه السليم رغم مرور ملايين السنين. ففي اليابسة تختفي معظم الفوهات بسبب التعرية وحركة الصفائح، أما تحت بحر الشمال فقد بقيت محفوظة بشكل استثنائي، مما يتيح للعلماء فرصة نادرة لدراسة تأثير الكويكبات على البيئات البحرية.
أهمية علمية تتجاوز الأرض
يشير الباحثون إلى أن دراسة هذه الفوهة توفر رؤى جديدة حول تأثير الاصطدامات الكونية على المحيطات، وهو ما قد يساعد في فهم بيئات مشابهة على كواكب وأقمار أخرى.
ويرى الخبراء أن الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لفهم تاريخ الأرض وتفاعلاتها مع الفضاء، ويعيد التذكير بقدرة الأحداث الكونية على إعادة تشكيل ملامح الكوكب في لحظات وجيزة.