قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

المعدن الأصفر يواصل الجنون.. الجرام بـ 6000 جنيه.. وخبير يكشف السبب

الذهب اليوم
الذهب اليوم

في مشهد اقتصادي عالمي يغلب عليه الغموض والتوتر، يعود الذهب إلى واجهة الأحداث الاقتصادية كملاذ آمن، في ظل تصاعد الأزمات السياسية والمالية حول العالم. ومع قفزاته السعرية المتتالية، يتساءل الكثيرون ما سر هذا الارتفاع الجنوني؟ ولماذا يُنظر إلى الذهب باعتباره الملجأ الأخير وقت العواصف؟

في هذا التقرير، نغوص في أعماق الظاهرة، ونحلل الأسباب الكامنة وراء الصعود الصاروخي في أسعار المعدن الأصفر، من خلال تصريحات الخبراء ورصد تحولات المشهد العالمي.

أولًا: الذهب.. ملاذ الخوف وأمان المستثمرين

يشهد الذهب حاليًا موجة ارتفاعات غير مسبوقة، بلغت ذروتها عند مستوى 4378 دولارًا للأونصة، بحسب ما كشفه الخبير الاقتصادي الدكتور علي حمودي. 

هذه القفزة جاءت استجابة طبيعية لحالة القلق التي تسود الأسواق الدولية، مع تصاعد التوترات الجيوسياسية والتحديات الاقتصادية بين القوى الكبرى.

فعلى مدار التاريخ، كان الذهب ملاذًا آمنًا وقت الأزمات، بدءًا من الأزمة المالية العالمية عام 2008، مرورًا بجائحة كورونا، وصولًا إلى الإجراءات الأمريكية الأخيرة التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب بشأن التعريفات الجمركية.

ثانيًا: الصين تشتري الذهب.. والسبب؟

تحركات البنوك المركزية، وعلى رأسها الصين، تضيف مزيدًا من الزخم لصعود الذهب. إذ تسعى بكين إلى زيادة احتياطاتها من المعدن النفيس لتقترب من نظيرتها الأمريكية التي تملك نحو 8000 طن، بينما لا تزال الصين عند حدود 2500 إلى 2600 طن.

ويرى الدكتور حمودي أن هذا التوجه يعكس رغبة الصين في تقليص ارتباطها بالدولار الأمريكي، والانتقال نحو اقتصاد يعتمد على الاستهلاك المحلي بدلًا من الاعتماد المفرط على التصدير وشراء السندات الأمريكية.

ثالثًا: أزمة الثقة في السياسات النقدية

أحد العوامل الرئيسية التي تغذي صعود الذهب هو تراجع ثقة الأسواق في استقرار السياسات النقدية، خاصة في ظل التوتر بين الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي. كما أن تصاعد أزمة الديون السيادية الأمريكية، التي تجاوزت حاجز 100% من الناتج المحلي الإجمالي، يضيف مزيدًا من القلق لدى المستثمرين.

في المقابل، تشهد بريطانيا وفرنسا عجزًا ماليًا متفاقمًا، ما يدفع المؤسسات الاستثمارية وصناديق التحوط إلى تعزيز حيازاتها من الذهب، بوصفه أداة لحفظ الثروة في أوقات الاضطرابات.

رابعًا: الذهب يستفيد من بيئة الفائدة المنخفضة

الآفاق المستقبلية لأسعار الذهب لا تزال واعدة، مع استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية. ويأتي ذلك بالتزامن مع معدلات تضخم مرتفعة، ما يشكل بيئة مثالية لصعود الذهب.

وفي ظل هذه الظروف، لا يبدو أن الطلب العالمي على المعدن النفيس سيتراجع قريبًا، بل على العكس، يتوقع أن تواصل المؤسسات الدولية والأفراد زيادة مشترياتهم كإجراء احترازي ضد تقلبات السوق.