أكد عدد من أعضاء مجلس النواب أهمية كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، تمثل وثيقة سياسية شاملة تعيد تعريف موقع إفريقيا في النظام العالمي، وتطرح رؤية مصرية متكاملة لإصلاح المنظومة الدولية بما يضمن العدالة في توزيع الأعباء والفرص، خصوصًا للدول النامية.
قالت النائبة نجلاء العسيلي عضو مجلس النواب، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات افتتاح النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة تعكس رؤية شاملة وواضحة لوضع إفريقيا على خريطة الريادة الدولية، مؤكدة أن الرئيس أعاد التأكيد على قدرة القارة الإفريقية على لعب دور فاعل في صياغة النظام العالمي الجديد رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها.
وأوضحت العسيلي في بيان لها اليوم أن الرئيس السيسي قدم رؤية متكاملة ترتكز على السلام والتنمية كمدخلين رئيسيين لتحقيق الاستقرار، من خلال تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية في أعقاب النزاعات، وتفعيل سياسات الاتحاد الإفريقي الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعميق التكامل بين دول القارة.
توحيد الجهود الإفريقية تنبع من إيمان مصر العميق بأن نهضة إفريقيا لا تتحقق إلا عبر العمل الجماعي
وأشارت إلى أن منتدى أسوان أصبح منصة إفريقية رائدة للحوار حول قضايا السلام والتنمية، ويمثل تجسيدًا للدور المصري المحوري في دعم القارة الإفريقية ومساندة دولها في مواجهة التحديات المشتركة. وأضافت أن دعوة الرئيس لتوحيد الجهود الإفريقية تنبع من إيمان مصر العميق بأن نهضة إفريقيا لا تتحقق إلا عبر العمل الجماعي والتكامل الاقتصادي.
وأكدت نجلاء العسيلي أن كلمة الرئيس السيسي أكدت مجددًا أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، وأن الاستثمار في الإنسان الإفريقي هو الضمان الحقيقي لمستقبل أفضل للقارة، مشددة على أن مبادرات مصر في دعم البنية التحتية والتعليم والصحة والطاقة تمثل ترجمة عملية لهذه الرؤية المتكاملة.
واختتمت بالقول إن منتدى أسوان للسلام والتنمية أصبح عنوانًا لإرادة إفريقيا في رسم مستقبلها بيدها، وأن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ستظل الداعم الرئيسي لمسار السلام الشامل والتنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، تمثل وثيقة سياسية شاملة تعيد تعريف موقع إفريقيا في النظام العالمي، وتطرح رؤية مصرية متكاملة لإصلاح المنظومة الدولية بما يضمن العدالة في توزيع الأعباء والفرص، خصوصًا للدول النامية.
وأشار إلى أن حديث الرئيس عن الاستقطاب الدولي الذي أضعف دور المؤسسات متعددة الأطراف يعكس قراءة دقيقة للتحولات العالمية.
العالم يعيش حالة من الانقسام غير المسبوق
وقال "محسب" ، في بيان له اليوم إن العالم يعيش حالة من الانقسام غير المسبوق، جعل من إفريقيا ساحة متأثرة ومؤثرة في الوقت نفسه، وهو ما تنبهت إليه مصر مبكرا من خلال مبادراتها نحو السلام، والتنمية، والتكامل الإقليمي، لافتا إلى أن الرئيس السيسي قدم في كلمته تحليلا صريحا للخلل البنيوي في النظام الدولي، سواء من حيث الانتقائية في تطبيق القيم، أو ضعف الاستجابة للأزمات الإنسانية الكبرى، أو إخفاق المجتمع الدولي في الوفاء بالتزاماته تجاه الدول النامية.
وأوضح عضو مجلس النواب، أن الطرح الذي قدمه الرئيس يضع مصر في موقع الفاعل الرئيسي الذي يتحدث بلسان إفريقيا ويدافع عن مصالحها الجماعية.
وأكد أن دعوة الرئيس إلى أن تكون إفريقيا في طليعة المشاركين في استعادة تماسك النظام العالمي تحمل دلالات سياسية عميقة، فهي تطرح بديلا أخلاقيا ومسؤولا للنهج الغربي القائم على المصالح الضيقة، وتؤكد في الوقت نفسه أن السلام والتنمية وجهان لعملة واحدة، وأن القارة لا يمكن أن تتقدم بمعزل عن ترسيخ الاستقرار السياسي والأمني.
ونوه الدكتور أيمن محسب، إلى أن تناول الرئيس لتحديات مثل الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والأمن السيبراني، وتغير المناخ يعكس فهما شاملا للأمن الإنساني في بعده الحديث، حيث لم تعد التهديدات محصورة في النزاعات المسلحة بل امتدت لتشمل كل ما يمس حياة المواطن واستقراره.
واعتبر أن المنتدى في نسخته الحالية يكتسب أهمية مضاعفة لأنه يأتي في مرحلة عالمية مضطربة تتطلب قيادة قارية تمتلك الرؤية والقدرة على صياغة حلول واقعية، وهو ما تقدمه مصر عبر هذا المنبر الإفريقي الفريد الذي أصبح بفضل القيادة السياسية جسرا للحوار الإفريقي ـ الإفريقي، ومنصة لتقديم مبادرات عملية لتسوية النزاعات وإعادة الإعمار والتنمية.
كما، قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة تمثل خريطة طريق واقعية لإعادة صياغة النظام الدولي من منظور أكثر عدالة وإنصافا للقارة الإفريقية، التي عانت طويلًا من التهميش رغم ما تمتلكه من ثروات طبيعية ومقومات بشرية هائلة تؤهلها لأن تكون طرفا فاعلا في رسم ملامح المستقبل العالمي، لا مجرد متلقي لنتائجه.
فرحات: ضرورة أن تكون أفريقيا طرفا فاعلًا في معادلة الحل لا مجرد ساحة للصراع
وأكد فرحات أن الرئيس السيسي أوضح بإيجاز شديد الأزمة الدولية الراهنة والمتمثلة في حالة الاستقطاب الحاد بين القوى الكبرى، والتي أدت إلى إضعاف قدرة المؤسسات متعددة الأطراف، وعلى رأسها الأمم المتحدة، على أداء دورها في حفظ السلم والأمن الدوليين، مشيرًا إلى أن هذا التشخيص الدقيق من الرئيس يعكس إدراكًا عميقا لطبيعة التحولات في بنية النظام العالمي، وضرورة أن تكون أفريقيا طرفا فاعلا في معادلة الحل لا مجرد ساحة للصراع.
منتدى أسوان أثبت أن منصة أفريقية رائدة للحوار البناء
وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر أن منتدى أسوان، الذي أطلقته مصر عام 2019 برؤية من الرئيس السيسي، أثبت خلال سنوات قليلة أنه منصة أفريقية رائدة للحوار البناء وصياغة الرؤى المشتركة لمواجهة التحديات المرتبطة بالأمن والتنمية، خاصة في ظل الظروف الدولية المعقدة لافتا إلى أن المنتدى يعكس إيمان مصر العميق بأن التنمية المستدامة هي الطريق الحقيقي لترسيخ السلام، وأن إعادة الإعمار بعد النزاعات لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال شراكة متكاملة تجمع بين الجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور فرحات إلى أن تأكيد الرئيس على أولوية إعادة الإعمار وتفعيل سياسات الاتحاد الأفريقي لتحقيق التنمية والسلام المستدامين يمثل امتدادا لرؤية مصر في دعم التكامل القاري، وترسيخ مبدأ «الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية»، وهي رؤية تتسق مع الجهود التي تبذلها القاهرة لتعزيز بنية السلم والأمن في أفريقيا، سواء من خلال مبادراتها في مكافحة الإرهاب، أو دعمها لمشروعات البنية التحتية العابرة للحدود.
وشدد فرحات علي أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تواصل لعب دورها التاريخي كقلب أفريقيا النابض، الداعم للاستقرار والتنمية، مشيرا إلى أن منتدى أسوان بات تجسيدا عمليا للدبلوماسية التنموية المصرية التي تمزج بين الواقعية السياسية والالتزام الأخلاقي تجاه القارة وشعوبها.