شدد المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" على ضرورة التزام الأطراف بتنفيذ استمرار وقف إطلاق النار في غزة، مشيدا بالجهود الحثيثة التي يبذلها الوسطاء في هذا السياق.. وأعرب عن قلق الأمم المتحدة إزاء جميع أعمال العنف في غزة والهجمات والغارات الإسرائيلية التي وقعت مؤخرا.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حث "ستيفان دوجاريك" جميع الأطراف على الوفاء بالتزاماتها بضمان حماية المدنيين وتجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تجدد الأعمال العدائية وتقويض العمليات الإنسانية، كما جدد دعوة الأمين العام للإفراج عن رفات جميع الرهائن المتوفين، مؤكدا أن شركاء الأمم المتحدة في دير البلح وخان يونس استأنفوا توزيع الطرود الغذائية على آلاف العائلات لأول مرة منذ شهور.
وأوضح "دوجاريك" أن الأمم المتحدة وشركاءها واصلوا جمع المساعدات من معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم، والتي شملت مستلزمات النظافة لما بعد الولادة، والإمدادات الطبية، والوقود، والطعام، والمياه.
من ناحيته، شدد المفوض العام لوكالة الأونروا "فيليب لازاريني" على ضرورة أن يستمر وقف إطلاق النار "الهش" في غزة. وقال: "قُتل 4 أشخاص وأصيب عدد آخر بجراح بعد أن قصفت قوات إسرائيلية مدرسة تابعة للأونروا تحولت إلى ملجأ في مخيم النصيرات للاجئين.
وأضاف "لازاريني" على موقع إكس، أن مباني الأونروا بأنحاء قطاع غزة قد تحولت إلى أماكن إيواء للنازحين الذين يلتمسون الأمان والحماية من الأمم المتحدة بعد بدء الحرب. وقال: "منذ بداية الحرب، قُتل أكثر من 800 شخص وأصيب نحو 2600 بجراح في حوادث منفصلة أثرت على 300 مبنى تابع للأونروا" مجددا دعوته لإجراء تحقيقات مستقلة في هذه التجاوزات الصارخة للقانون الدولي الإنساني. وشدد على ضرورة إسكات الأسلحة وتحقيق المساءلة.
ومع سريان وقف إطلاق النار وإمكانية الوصول إلى مزيد من المناطق، أعلنت وكالة الأونروا أنها تعمل على زيادة عدد أماكن التعلم المؤقتة المقامة في مراكز الإيواء المجتمعية للنازحين.
بدوره، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الاستعدادات جارية للقيام بمثل هذا العمل شمال القطاع، ورحب بسماح السلطات الإسرائيلية للمنظمة ـ ولأول مرة - بنشر مراقبين في معبر كيسوفيم، مما يوفر لها رؤية واضحة حول المساعدات التي تدخل القطاع من خلاله.
وأشار مكتب "أوتشا" إلى أنه وسط مشاهد تراكم "جبال" النفايات في مختلف أنحاء قطاع غزة، تتزايد المخاوف من تفاقم المخاطر الصحية والبيئية، في ظل الصعوبات الجمة في إدارة النفايات الصلبة بسبب تدمير البنية التحتية وانقطاع الوصول إلى مكبّي النفايات الرئيسيين على أطراف القطاع. وقد أدت هذه الظروف إلى إنشاء عشرات المواقع المؤقتة لجمع النفايات بالقرب من المناطق السكنية ومراكز النزوح، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض والتلوث البيئي.
وقد كثّف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عمله لتنظيم وإدارة هذه المواقع المؤقتة في إطار جهوده الأوسع لدعم إعادة إعمار غزة وتحسين الظروف الصحية والبيئية للسكان.
وخلال زيارة ميدانية لأحد مواقع جمع النفايات غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، قال ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين"جاكو سيليرز"، إن إدارة النفايات الصلبة تمثل تحديا كبيرا لجهود إعادة الإعمار، مشيرا إلى أن البرنامج يشرف على 47 موقعا مؤقتا لجمع النفايات لضمان سلامة المجتمعات المجاورة.
وأضاف "سيليرز": "للأسف، يعيش العديد من النازحين داخليا بالقرب من هذه المواقع، لكننا نعمل على إعادة تأهيلها وتغطيتها لمنع انتشار الأمراض بين السكان". وأكد أن معالجة النفايات الصلبة في القطاع "مهمة جسيمة للغاية"، وهي جزء أساسي من عملية إعادة الإعمار. وأكد التزام البرنامج بمواصلة عمله في هذا السياق "مهما استغرق الأمر".
وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه وثّق 71 هجوما من قبل المستوطنين في الفترة ما بين 7 و13 أكتوبر، نصفها مرتبط بموسم قطف الزيتون الجاري. وقد أثرت الهجمات على الفلسطينيين في 27 قرية، بما في ذلك هجمات على الحصادين، وسرقة المحاصيل، ومعدات الحصاد، وتخريب أشجار الزيتون، مما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار في الممتلكات.
الأمم المتحدة تشدد على ضرورة التزام الأطراف بتنفيذ استمرار وقف إطلاق النار في غزة
