قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

عالمة أزهرية: تريند صور الفراعنة جائز شرعا للتعبير عن الفرحة بالمتحف المصري الكبير

تريند صور الفراعنة
تريند صور الفراعنة

استنكرت الدكتورة فتحية الحنفي، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، التصريحات المُتشددة التي أطلقها السلفي محمد جودة، والتي حرّم فيها «تريند» صور الفراعنة المُستخدم لتقنيات الذكاء الاصطناعي، الذين ظهروا فيه بملابس أجدادهم المصريين القدماء، تعبيرًا عن اعتزازهم بالحضارة وعظمة مناسبة افتتاح المتحف المصري الكبير.

وقالت «الحنفي» في تصريح لـ«صدى البلد»: إن لبس بعض المصريين لملابس الفراعنة، وهو يوافق افتتاح المتحف الكبير، فهذا أمر مباح للتعبير عن هذه المناسبة بأي رمز، وهو من باب التفاعل مع الحدث، ولكنه لا يمس عقيدة المسلم، ولا بغرض الاستمرار على هذا الملبس، ولكنها مرتبطة بوقت معين فهذا لا بأس به خاصة أن هذا الملبس ليس فيه كشف للعورة.

أكد الشيخ أحمد تركي، عضو مجلس الشيوخ وأمين سر اللجنة الدينية والأوقاف وأحد علماء وزارة الأوقاف، أن الحملة التي يشنها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الآثار المصرية، بزعم وثنيتها ليست سوى محاولة يائسة للنيل من مصر وحضارتها وتاريخها العريق.

إنجاز كبير 

وأوضح الشيخ تركي، في منشور مطول عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك»، أن مثل هذه المزاعم الموجهة تكررت في كل مرة تحقق فيها الدولة المصرية إنجازًا كبيرًا، معتبراً أن الهدف منها هو تشويه الوعي الجمعي للمجتمع وبث الشك في رموزه الحضارية، مشددًا على أن الآثار المصرية ليست أصنامًا للعبادة، بل شواهد خالدة على إبداع الإنسان المصري الذي سخر العلم والإيمان في بناء حضارته.

حضارات سابقة تستحق التأمل

وأضاف أن القرآن الكريم نفسه فرق بوضوح بين التماثيل التي كانت تعبد من دون الله وبين المعالم الحضارية التي أقامتها الأمم السابقة، حيث تناول قصص عاد وثمود وسبأ وفرعون بوصفها حضارات سابقة تستحق التأمل والعظة لا الهدم أو الطمس، مستشهدًا بآيات تدعو إلى السير في الأرض والنظر في آثار من سبقونا لاستخلاص الدروس والعبر.

وبين تركي، أن الصحابة -رضوان الله عليهم- عندما دخلوا مصر والعراق والشام وفارس لم يهدموا آثار تلك الشعوب، لأن الإسلام لا يعادي العلم ولا الحضارة، بل يعترف بقيمة العمل الإنساني ويعتبر الحفاظ على منجزات الأمم السابقة احترامًا لتاريخ الإنسان وامتثالاً لتعاليم القرآن.

وأشار إلى أن المصريين القدماء كانوا من أكثر الشعوب تدينا، وأن حضارتهم قامت على الإيمان العميق بالحياة الآخرة وبالجزاء بعد الموت، مؤكداً أن هذه المفاهيم الدينية الواضحة لا يمكن وصفها بالوثنية.

واستشهد بما ذكره المؤرخ الإغريقي هيرودوت، حين قال إن المصريين «أشد البشر تدينا»، كما نقل عن علماء المصريات ما يؤكد أن المعتقدات المصرية القديمة تضمنت قيما توحيدية ظهرت في الصلوات والأدعية، التي رفعها المصري القديم إلى الإله الواحد.

واستعرض تركي، أبحاث الدكتور نديم عبد الشافي السيار، أستاذ علم المصريات، الذي أوضح وجود تقارب لغوي وديني بين المصرية القديمة والعربية، حيث تعود جذور كلمات مثل "دين"، و"صوم"، و"حج"، و"حنف"، و"كعبة" إلى مفردات مصرية قديمة تعبر عن معان إيمانية وروحية عميقة. 

المصري القديم كان يتوضأ قبل الصلاة

ولفت إلى أن المصري القديم كان يتوضأ قبل الصلاة، ويسجد لله الواحد الأحد، ويؤدي صلواته في خشوع تام، وهو ما يتقاطع مع جوهر العبادة في الإسلام.

وختم الشيخ أحمد تركي قائلاً: «إن من يصف الآثار المصرية بالوثنية لم يقرأ القرآن الكريم جيدًا ولم يعرف تاريخ أمته، فالمصريون القدماء عبدوا الله على طريقتهم، وبنوا حضارتهم بإيمان عميق، أما الوثنية الحقيقية فهي أن يعبد الإنسان المال أو الشهرة، وأن يهاجم وطنه من أجل مصالح ضيقة أو أجندات خفية.”