نشرت شبكة بي بي سي البريطانية تقرير اليوم بعنوان «داخل غزة.. دمار شامل بعد عامين من الحرب» لتسلط الضوء علي مشهداً صادماً من قلب القطاع، حيث رافقت مراسلة الشبكة البريطانية لوسي ويليامسون قوات الاحتلال الإسرائيلية في جولة محدودة وخاضعة للرقابة في شرق مدينة غزة.
من موقع مرتفع مطل على المدينة، تصف ويليامسون المشهد بأنه «أفق رمادي بلا حياة»، يمتد من بيت حانون شمالاً حتى غزة المدينة، بعدما تحولت الأحياء السكنية إلى أنقاض لا تميز فيها لمعالم الحياة أو البنية العمرانية السابقة. تقول: «غزة التي عرفها الناس وظهرت على الخرائط اختفت تماماً».
جولة محكمة تحت سيطرة الاحتلال
وبحسب التقرير، فإن المنطقة التي زارتها الصحفية كانت من أوائل المناطق التي دخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأولى للحرب، وعاد إليها مراراً بعد إعادة تمركز حركة حماس في ما تبقى من معاقلها هناك.
وتؤكد بي بي سي أن الزيارة كانت «محكومة بالكامل» ولم يسمح للصحفيين بالوصول إلى الفلسطينيين أو إلى مناطق أخرى من القطاع، مشيرة إلى أن القوانين العسكرية الإسرائيلية تفرض الرقابة على المواد قبل نشرها، رغم احتفاظ الشبكة بسيطرتها التحريرية.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إن هذا الدمار «لم يكن هدفاً بحد ذاته»، بل نتيجة لأن «كل بيت تقريباً كان يحتوي على فتحة نفق أو سلاح أو موقع قناص»، على حد زعمه.
استمرار انتهاكات لوقف إطلاق النار
في المقابل، نقل التقرير عن وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء الفلسطينيين تجاوز 68 ألفاً منذ بدء الحرب، في حين تتهم حماس الجيش الإسرائيلي بارتكاب مئات الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ نحو شهر، والذي استشهد خلاله أكثر من 240 شخصاً وفق الوزارة.
ويشير التقرير إلى أن القوات الإسرائيلية تعمل حالياً على ترسيم ما يعرف بـ«الخط الأصفر»، وهو حدود مؤقتة ناتجة عن خطة السلام الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، لتقسيم مناطق السيطرة بين إسرائيل وحماس. ورغم الهدنة، يقول الجيش الإسرائيلي إنه ما زال يخوض اشتباكات شبه يومية على طول هذا الخط.
وتنص الخطة الأمريكية على نزع سلاح حماس وتسليم إدارة غزة إلى لجنة فلسطينية بإشراف دولي، لكن المتحدث الإسرائيلي أكد أن الجيش سيبقى في غزة «ما دامت هناك حاجة لضمان أمن المدنيين الإسرائيليين».