قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بسبب قعدة الصحاب.. مها تطلب الخلع أمام محكمة الأسرة

فتاة - أرشيفية
فتاة - أرشيفية

مها، سيدة في بداية العقد الرابع من عمرها، وجدت نفسها ذات صباح داخل أروقة محكمة الأسرة، تطلب الخلع من زوجها بعد سنوات من الارتباط والزواج، بقرار لم يكن وليد لحظة غضب عابرة، بل ثمرة تراكم ألم وصراع داخلي طويل. 

قصة مها أمام محكمة الأسرة

كشفت مها تفاصيل حياتها الزوجية التي تحولت من حلم رومانسي إلى عبء نفسي واجتماعي، حينما أهملها زوجها وتحول الأولوية في حياته إلى المقاهي وأصدقائه بعد يوم عمل طويل، تاركا إياها تتحمل عبء المنزل وحدها.

تعود قصة مها إلى سنوات مضت، حين التقت بزوجها في مكان العمل، هي كانت موظفة بسيطة، وفي قسم المحاسبة؛ هو شاب طموح ودؤوب بدأت العلاقة بينهما كصداقة هادئة، تطورت بعد ذلك إلى إعجاب، ثم إلى حب وعلى مدار أربع سنوات من المخطوبة، تعلما بعضهما جيدا، وتشاركا أحلام المستقبل منزل، أطفال، استقرار، وعندما تقدم رسميا لأسرتها، لم يكن هناك من رفض ولا عقبات كبيرة، فوضعت العائلتان ثقتها في هذا الشاب الذي بدا في البداية ملتزما.

بعد خطوبة دامت ثمانية أشهر من التخطيط والتحضير، أقاما زفافا صغيرا، وبدآ معا حياة مشتركة في شقة الزوجية التي جهزاها بعناية، حيث مرت سنوات الزواج الأولى في جو من التفاهم والمودة لم تكن مها تتوقع أن صندوق ذكرياتها الجميلة مع زوجها سيصبح لاحقا مدارا لصراع في محكمة الأسرة.

لم تمض سوى ثلاث سنوات من الزواج حتى بدأ التحول، فقد تحولت ليالي زوجها من العودة من الشغل إلى بيت هادئ، إلى مقهى صاخب مع الأصدقاء، ولم يكن الأمر مجرد خروج عرضي أو لقاء صديق بعد العمل، بل سهرا دائما حتى فجر اليوم التالي، وعودات إلى المنزل في ساعات متأخرة، فتروي مها أنه بالرغم من محاولاتها المتكرّرة للاحتواء، للتحدث، لإعادة التوازن، فإن زوجها ظل متمسكا بروتينه.

ومع الوقت، أصبحت المقاهي وأصدقائه أهم من البيت والأسرة، أعباؤها زادت الأطفال، المنزل، الحاجة إلى دعم نفسي ومادي، كلها أعباء وقفت وحدها لمواجهتها، فتقول مها إنها تحملت مسؤولية كل شيء بنفسها، من تربية الأولاد إلى إدارة شؤون المنزل ومالية الأسرة، وكان شعورها بالإهمال يتعمق كل يوم، كأنها موجودة في حياته جسدا فقط، دون أن تكون شريكته الحقيقية.

لم تكن مها ساذجة أو منعزلة عن الأمل في الأشهر الستة الأخيرة، حاولت مرارا مع زوجها وضع حد لما آلت إليه حياتهما الأحاديث كانت متكررة جلسات صراحة، محاولات تفاهم، ربما إعادة جدولة وقت السهر، حتى تنظيم ميزانية مشتركة لكنها تقول إن كل هذه المحاولات باءت بالفشل زوجها لم يستجب، فما كان منها إلا أن ترفع الصوت أمام محكمة الأسرة، طالبة الخلع، كحل أخير لإنهاء حالة العذاب التي ظلت تدور في حلقات مفرغة.