تشهد مدينة شارلوت بولاية كارولينا الشمالية الأمريكية تصاعد التوتر بعد انطلاق حملة فيدرالية ميدانية مكثفة قادتها وحدات إنفاذ قانون الهجرة التابعة لوزارة الأمن الداخلي، من هيئة الهجرة والجمارك (ICE) ودوريات الجمارك وحماية الحدود (CBP).
وتمثل العملية جزءاً من سلسلة إجراءات اتحادية تستهدف المدن ذات القيادة الديمقراطية، ما أثار موجة احتجاجات وانتقادات واسعة من مسؤولي الولاية والمدينة.
“شبكة شارلوت” .. عملية اتحادية تستهدف مخالفي الهجرة
وأكدت وزارة الأمن الداخلي أنها بدأت تنفيذ عملية موسّعة تحت اسم "عملية شبكة شارلوت" (Operation Charlotte’s Web)، موضحة أن الهدف هو تعقب “المهاجرين غير الشرعيين ذوي السجل الجنائي” الذين يُزعم أنهم استفادوا من سياسات “الملاذ الآمن” المحلية.
وأشارت الوزارة الأمريكية إلى أن السلطات في شارلوت لم تستجب لما يقارب 1400 مذكرة احتجاز (ICE detainers) خلال السنوات الأخيرة.
وقالت مساعدة وزير الأمن الداخلي، تريشيا ماكلوغلين، إن العملية تأتي لحماية "سلامة الأمريكان"، مؤكدة أن الوزارة “تكثف انتشار عناصرها في شارلوت لضمان إزالة التهديدات التي يتجاهلها سياسيون محليون”.
احتجاز مواطنين أمريكيين وتحطيم نوافذ سيارات
وترافقت العمليات الميدانية مع فوضى في الشوارع وشهادات عن احتجاز مواطنين أمريكيين عن طريق الخطأ.
وروى المواطن الأمريكي ويلي أسيتونو (46 عاماً) — وهو من أصول هندوراسية — أنه واجه عناصر من دوريات الحدود قاموا بتحطيم نافذة سيارته وإجباره على الخروج منها قبل التحقق من هويته وإطلاق سراحه، وفقا لما نقله موقع مجلة نيوزويك
ووثق أسيتونو عبر تسجيل مصوّر مشاهد “عشرات اللاتينيين يركضون هرباً” من العملاء، فيما أغلقت شركات صغيرة أبوابها خشية المداهمات. كما أفادت تقارير محلية بأن عملاء اقتحموا كنيسة يوم السبت واحتجزوا شخصاً، بينما فر آخرون إلى منطقة غابات مجاورة.
غضب محلي وإدانة رسمية
وانتقدت عمدة شارلوت، في لايلز، انتشار العناصر الفيدرالية، مؤكدة أن “العمليات تخلق خوفاً وانعدام يقين لا حاجة لهما”، مشددة على أن شرطة شارلوت لا تشارك في التخطيط ولا التنفيذ. ودعت لايلز المتظاهرين إلى الحفاظ على الطابع السلمي للاحتجاجات.
بدوره، حذر حاكم كارولينا الشمالية، جوش ستاين، من أن الإجراءات الاتحادية “تزرع الخوف والانقسام”، لافتاً إلى أن معظم مَن جرى احتجازهم في حملات مماثلة لم يكن لديهم سجل جنائي، بمن فيهم مواطنون أمريكيون.
وتجمع مئات المتظاهرين في حديقة "فيرست وورد" هاتفين: “لا للكراهية… لا للخوف… المهاجرون مرحب بهم هنا.”
مدة غير معلنة للعملية
ولم تحدد وزارة الأمن الداخلي مدة استمرار العملية، التي تأتي عقب حملات مماثلة استمرت أياماً في لوس أنجلوس، بينما يستمر نشر وحدات اتحادية في شيكاغو منذ سبتمبر الماضي، في إطار إستراتيجية موسعة لتطبيق سياسات الهجرة التي يعتمدها البيت الأبيض.

