غالبًا ما يتطور قصور القلب بشكل خفي، مع أعراض تُغفل، مثل زيادة الوزن غير المبررة، والسعال المستمر عند الاستلقاء، ومشاكل الهضم، والارتباك، واضطرابات النوم. يؤكد الدكتور دميتري يارانوف على أن التعرف على هذه العلامات التحذيرية المبكرة أمر بالغ الأهمية للرعاية الطبية السريعة، والإدارة الفعالة، والوقاية من المضاعفات الخطيرة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين صحة القلب ونوعية الحياة على المدى الطويل.
غالبًا ما يُصوَّر قصور القلب في الأفلام على أنه حالة مفاجئة ودراماتيكية، حيث ينهار المصابون أو يتشبثون بصدورهم. في الواقع، عادةً ما تتطور الحالة ببطء، مع أعراض خفية يسهل إغفالها. قد تشمل العلامات المبكرة التعب المستمر، وزيادة الوزن غير المبررة، واحتباس السوائل، والسعال عند الاستلقاء، وضيق التنفس، واضطرابات النوم. يؤكد الدكتور دميتري يارانوف، طبيب القلب وجرّاح زراعة القلب، على أهمية التعرّف على هذه العلامات التحذيرية مبكرًا. فمن خلال تحديد المؤشرات الدقيقة لضعف القلب، يمكن للأفراد طلب الرعاية الطبية على الفور، وإدارة الحالة بفعالية، وتقليل خطر حدوث مضاعفات خطيرة. ويمكن للوعي والتدخل في الوقت المناسب أن يُحسّنا بشكل كبير صحة القلب ونوعية الحياة على المدى الطويل.
فهم قصور القلب وكيفية تطوره
يحدث قصور القلب عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة لتلبية احتياجات الجسم. قد يؤدي هذا القصور إلى تراكم السوائل في الرئتين والبطن وأنسجة أخرى، مما يسبب مجموعة من الأعراض التي قد لا تبدو للوهلة الأولى مرتبطة بأمراض القلب. على عكس النوبات القلبية الحادة، غالبًا ما يتطور قصور القلب ببطء، وقد تُفهم العلامات المبكرة على أنها إرهاق أو إجهاد أو شيخوخة.
ويؤكد الدكتور يارانوف أن التعرف على هذه الأعراض المبكرة والخفية يسمح للمرضى بتلقي الرعاية قبل أن تتفاقم حالتهم، مما يحسن النتائج ونوعية الحياة.
علامات التحذير المبكرة التي يتم تجاهلها عن الإصابة بـ قصور القلب
زيادة الوزن المفاجئة: علامة تحذير مبكرة لقصور القلب
من أكثر علامات قصور القلب التي يتم تجاهلها زيادة الوزن المفاجئة. عادةً ما تحدث هذه الزيادة خلال بضعة أيام وتنتج عن احتباس السوائل. عندما يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة، تتراكم السوائل في الجسم، مما يسبب تورمًا وزيادة سريعة في الوزن. يوضح الدكتور يارانوف: "يمكن لميزانك اكتشاف هذه التغيرات قبل أن يشعر بها جسمك. قد تكون الزيادة المفاجئة، خاصةً المصحوبة بتورم في الساقين أو البطن، من أولى الإشارات التي تدل على تعرض قلبك للإجهاد " . إن التعرف على هذه الحالة في وقت مبكر يمكن أن يؤدي إلى إجراء تقييم وعلاج في الوقت المناسب، مما قد يمنع تراكم السوائل والمضاعفات.
السعال المزمن والصفير المرتبطان بصحة القلب
السعال المستمر أو الأزيز، خاصةً عند الاستلقاء، قد يكون علامة خفية ولكنها مهمة على قصور القلب. يختلف هذا عن السعال الناتج عن نزلات البرد الشائعة لأنه يرتبط بتراكم السوائل في الرئتين. عند الاستلقاء، يمكن أن تتحرك السوائل وتهيج المجاري الهوائية، مما يؤدي إلى السعال. ينصح الدكتور يارانوف قائلاً: "إذا ازداد سعالك سوءًا عند الاستلقاء أو شعرتَ بأعراض غير عادية مقارنةً بنزلات البرد المعتادة، فقد يشير ذلك إلى أن قلبك يعاني من صعوبة في الحفاظ على الدورة الدموية. وهذا يستدعي إجراء تقييم طبي إضافي".
أعراض الجهاز الهضمي: الغثيان وفقدان الشهية
يمكن أن يؤثر قصور القلب أيضًا على الجهاز الهضمي. قد يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى الأمعاء إلى إبطاء عملية الهضم، ويؤدي إلى أعراض مثل الغثيان، وفقدان الشهية، أو الشعور بالشبع بعد وجبات صغيرة. غالبًا ما تكون هذه الأعراض خفيفة، ولكنها قد تشير إلى أن القلب لا يزود أعضاء الجهاز الهضمي بكمية كافية من الدم الغني بالأكسجين. وفقًا للدكتور يارانوف، "عندما يتباطأ القلب، تستجيب الأمعاء. الشعور بالغثيان أو الامتلاء غير المعتاد قد يكون إشارة مبكرة وهادئة لوجود خلل في القلب".
مشاكل النوم كعلامة تحذيرية لأمراض القلب
اضطرابات النوم من الأعراض التي قد تشير إلى قصور القلب المبكر. صعوبة النوم، أو الاستيقاظ المتكرر ليلًا، أو الحاجة إلى وسائد إضافية للتنفس بشكل مريح، قد ترتبط بتراكم السوائل في الرئتين وانخفاض كفاءة القلب.
يوضح الدكتور يارانوف: "غالبًا ما يُنظر إلى الليالي المضطربة على أنها أرق أو إجهاد. ومع ذلك، عندما يعاني القلب من مشاكل، قد تكون مشاكل النوم هذه إشارةً إلى أن جسمك بحاجة إلى المساعدة".
المصدر: timesofindia

