أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال سيدة تقول إن زوجها لا يحافظ على الصلاة ويرفض النصيحة، وتسأل عما إذا كان هذا يجعله محرماً عليها.
هل تعتبر المرأة محرمة على زوجها إذا لم يحافظ على الصلاة؟
وأوضح الشيخ أحمد وسام، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الإثنين، أن هناك خطورة كبيرة في الحكم على الزوج بأنه كافر أو خارج عن الإسلام بسبب تقصيره في الصلاة، لأن هذا يُعد تكفيراً للمسلمين، وهو حكم خطير لا يجوز لأي شخص أن يصدره.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن العلاقة الزوجية لا تنقطع بهذا السبب، فالزوجة لا تحرم على زوجها لمجرد أنه لا يحافظ على الصلاة.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن الإسلام يأمر بالصبر والمداومة على النصح، مستشهداً بقول الله تعالى: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها".
وقال أمين الفتوى في دار الإفتاء إن النصيحة يجب أن تكون بالحكمة واختيار الوقت والموقف المناسب، وأن تكون الزوجة قدوة حسنة لزوجها في الصلاة والأعمال الصالحة.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الدعاء له دور كبير في هداية الزوج، مشيراً إلى أن الهداية بيد الله سبحانه وتعالى، قائلًا: "فلما نرفع أيدينا لربنا وندعوه أن يهديه، ونحبب إليه الصلاة والإيمان، ونجعل الكفر والفسوق والعصيان مكروهًا في قلبه، فإن الله يستجيب الدعاء ويحفظه بالصلاة ويجعله من الصالحين ومقيمي الصلاة".
المعنى الصحيح لـ حديث سجود الزوجة لزوجها
وكان أكد الشيخ إبراهيم عبد السلام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن حديث النبي ﷺ «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها» حديث صحيح وثابت، موضحًا أن كلمة «لو» في اللغة العربية تُعد من أدوات الامتناع، بما يعني استحالة السجود لغير الله سبحانه وتعالى، وأن النبي ﷺ لم يأمر به مطلقًا، وإنما جاء الحديث لبيان عِظَم حق الزوج إذا كان أهلًا لهذه المكانة.
وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، الإثنين، أن السجود المذكور في الحديث ليس سجودًا فعليًا للتعظيم، وإنما كناية عن شدة الاحترام والتقدير، مشددًا على أن المعنى الحقيقي للحديث يضع مسئولية كبيرة على الرجل، الذي يجب أن يكون قدوة، قائمًا بالاحتواء والرعاية والعطف والمسئولية الكاملة، محققًا لمعنى القِوامة كما أرادها الله، لا كما يسيء البعض فهمها باعتبارها أمرًا وتسلطًا فقط.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن المرأة بطبيعتها تحتاج الأمان والاحتواء، وأن هذا ما كان يفعله النبي ﷺ مع أمهات المؤمنين؛ فلم يكن يعيب طعامًا، ولا يرفع صوته، وكان في مهنة أهله، واتصف بخلق التغافل وعدم التدقيق على الأخطاء الصغيرة، مع اختيار الوقت المناسب للنصيحة والمناقشة.
وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أنه حين يلتزم الزوج بواجباته المادية والمعنوية ويحسن معاملته، فإن الزوجة تجد نفسها تتبعه بمحبة، وتثق في رأيه من غير تردد، تمامًا كما يحدث بين أي شخص وآخر يشعر نحوه بالاحترام وحسن الخلق.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الحديث في جوهره دعوة للرجال إلى حسن الخلق، وإقامة البيت على المودة والرحمة والاحترام المتبادل.



