أكّد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول ترحيب ألمانيا بتطوير المقترح الأمريكي المقدم من واشنطن بشأن أوكرانيا، لكنه شدّد على أن الخطة ليست نهائية وتحتاج لمزيد من النقاش.
جاءت تصريحات فاديفول خلال اجتماع وزاري في بروكسل، حيث وصف مقترح الولايات المتحدة الذي يحتوي على 28 نقطة بأنه «قائمة قضايا عاجلة يجب التفاوض بشأنها بين أوكرانيا وروسيا»، وليس وثيقة إنهاء حرب جاهزة للتنفيذ الفوري.
وأكد الوزير الألماني أن موقف بلاده يتماشى مع التوجه الأوروبي الأوسع الداعم لأوكرانيا، مضيفًا: «نريد أن نضمن أن أوكرانيا تناقش هذه النقاط من موقع قوة».
واعتبر أنه ليس من المهم لبرلين أن تكون «حكمًا» في المفاوضات، بل داعمة كييف في جهودها للدفاع عن حريتها وأمن أوروبا.
لكن التصريحات الألمانية لم تخلُ من الانتقادات: وصف فاديفول المقترح بأنه «ليس خطة حقيقية» بقدر ما هو «مجرد قائمة موضوعات»، مؤكدًا على أن تحديد التفاصيل الملزمة يجب أن يأتي من أطراف التفاوض (أوكرانيا وروسيا) وليس من خارجهما.
وتثير الخطة الأمريكية جدلاً واسعًا لدى خصوم وعواصم غربية، لاحتوائها على تنازلات كبيرة من جانب أوكرانيا، مثل التنازل عن أجزاء من الأراضي الشرقية، والتعهد بعدم الانضمام لحلف الناتو، إلى جانب عدم وجود آليات مراقبة غربية على وقف إطلاق النار.
من جهتها، أعربت بعض الدول الأوروبية عن ترحيب حذر بالمقترح بعد تعديله مؤخرًا. حيث أفادت تقارير بأن واشنطن وكييف توصّلا إلى إطار سلام محدث، وفُهم أن بعض النقاط قد أُعيدت صياغتها لتقليل المخاوف من أنها تميل لصالح روسيا.
ويعكس الموقف الألماني توازناً دقيقاً بين الدعم القوي لأوكرانيا من جهة، والتحذير من قبول اتفاق غير عملي أو غير عادل من جهة أخرى.
وترحب برلين بالمبادرة الأمريكية، لكنها تصرّ على أن يكون إطار السلام عملية تفاوضية حقيقية، قائمة على ضمانات وموقع تفاوضي قوي لكييف.

