أكدت سامية كامل، والدة الطفلة أيسل ضحية واقعة التحرش داخل حمام السباحة، أن ما حدث لابنتها ليس مجرد جريمة فردية، بل نتيجة مباشرة لفشل تربوي تتحمل مسؤوليته الأسرة قبل أي جهة أخرى، موضحة أن الأم هي الأساس الحقيقي في بناء شخصية الطفل وتشكيل وعيه وسلوكه.
وقالت خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نهال طايل في برنامج «تفاصيل» المذاع على قناة «صدى البلد 2»، إن أم الجاني كانت موجودة في موقع الحادث، بينما كان نجلها يراقب أيسل قبل الاعتداء عليها، مشيرة إلى أن الأسرة كانت تقيم في الشاليه المجاور لهم مباشرة، وأن والد الجاني منفصل عن والدته.
وأوضحت أن تفاصيل حياة الجاني أو خلافات أسرته لا تعنيها، مؤكدة أن القضية الجوهرية تتمثل في غياب التربية السليمة، قائلة إن من لا يستطيع تربية أبنائه تربية صحيحة عليه ألا يُنجب، لأن الإهمال يدمر أسرًا بريئة لا ذنب لها.
وأكدت أن ترك الأبناء فريسة للمحتوى الفاسد والإهمال المجتمعي يؤدي إلى جرائم كارثية، مشددة على ضرورة أن تبني الأم علاقة صداقة مع ابنها تجعله يلجأ إليها بدلاً من الانجراف وراء مؤثرات منحرفة.
وفيما يتعلق بالجانب القانوني، أوضحت والدة الطفلة أيسل أن المادة القانونية محل الجدل لن يتم تعديلها، لأنها مرتبطة ببروتوكولات دولية واتفاقيات تحكم جميع الدول، مؤكدة أن الدولة لا يمكنها تجاوز تلك الالتزامات الدولية حفاظًا على الأمن والاستقرار.
وكشفت سامية أن العقوبة التي أُبلغت بها بحق الجاني تصل إلى 15 عامًا، موضحة أن القاضي أكد أنه لو كانت هناك عقوبة أعلى من الإعدام لكان قد حكم بها، تقديرًا لبشاعة الجريمة.
وأشادت بدور رجال الشرطة والنيابة، مؤكدة أنهم بذلوا جهدًا كبيرًا في التعامل مع الواقعة، ووقفوا بجانبها لساعات طويلة داخل المشرحة لضمان استكمال الإجراءات القانونية، رغم انهيارها النفسي ورفضها في البداية تسليم جثمان ابنتها.
كما سردت اللحظات الأخيرة قبل وفاة أيسل، موضحة أنها خرجت من المياه وهي في حالة ذعر شديدة، قبل أن تتعرض للاعتداء الذي تسبب لها في سكتة قلبية أنهت حياتها، داعية الله ألا يسامح الفاعل على ما اقترفه بحق طفلتها.

