عندما أسدل الستار على الحلقة المثيرة من مسلسل "كارثة طبيعية"، التي امتد تأثيرها من الشاشات ليطرق أبواب وزارة التضامن الاجتماعي مباشرة، فبعد أن هزّ أداء الفنان محمد ممدوح في دور الوزير، فريق عمل الوزارة، قررت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن تستغل هذا المشهد الدرامي لتشريح الواقع، وتحويله إلى حماية اجتماعية على الأرض.
في منشور تفصيلي جذاب عبر فيسبوك، ربطت الدكتورة مايا مرسي
بخطوات عملية بين مأساة الزوجين التلفزيونية "محمد وشروق" وبين مئات المآسي الحقيقية التي تتعامل معها الوزارة يوميا.
وكشفت وزيرة التضامن عن "السيناريو الواقعي للتدخل الحكومي"، موضحةً أن عملية الإنقاذ الحقيقية لا تقتصر على "توقيع ورقة" وإنما تتحول إلى خطة طوارئ شاملة من 4 خطوات فورية، هدفها تحويل أسرة منكوبة من حالة اليأس إلى الاستدامة والتمكين الاقتصادي، وذلك من خلال منشور عبر حسابها على موقع فيسبوك.
كيف تبدو "الخطة الدرامية" لوزارة التضامن الاجتماعي على أرض الواقع؟
كتبت الوزيرة تحت عنوان: حين تلتقي الوزيرة بـ "محمد وشروق" في قلب الكارثة: وراء الكواليس الدرامية للإنقاذ!.
وتابعت الدكتورة مايا مرسي: منذ أن أسدل الستار على الحلقة المثيرة من مسلسل "كارثة طبيعية"، وأنا وفريق الوزارة نعيش حالة من الترقب والمراجعة. لا أنكر أن أداء الفنان محمد ممدوح الساحر في دور الوزير، رغم إطاره الكوميدي الذي جعله يغادر المشهد قبل توقيع ورقة إنقاذ الزوجين، قد أثار فينا جميعًا سؤالاً جوهريًا: ماذا لو كانت مأساة محمد وشروق حقيقية وصلت إلينا؟.. بالتأكيد، الكوميديا تكمن في المفارقة! لكن الحقيقة تكمن في أننا، كوزراء، نتعامل يوميًا مع مئات المآسي والنداءات المستحقة، التي تصل إلينا بسرعة الضوء بفضل منصات التواصل. المشهد هزّني وجعلني أحلل: كيف سيكون شكل الخطة الدرامية للتدخل الحكومي الحقيقي؟.
وقالت الوزيرة: إليكم السيناريو الواقعي، المستوحى من برامجنا على أرض الواقع، وكيف نحول اليأس إلى أمل:
الفصل الأول: الحماية الاجتماعية العاجلة (الستارة ترفع على الأزمة) لن يكون الأمر مجرد توقيع ورقة! فمجرد وصول نداء محمد وشروق يعني إطلاق صفارات الإنذار في الوزارة:
عملية "إدارة حالة" فورية: يُفتح ملف عاجل، ويُكلف أخصائي اجتماعي ميداني بخطة تدخل مكتوبة وزيارة منزلية عاجلة. مهمته الأولى: رصد الاحتياجات العاجلة (حفاضات، ألبان، مستلزمات طبية) وتقديم الإرشاد الأولي الذي يوقف نزيف الأزمة.
الضربة النقدية السريعة (المساعدة الاستثنائية): لا وقت للروتين! تتدخل المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي بـمساعدة نقدية/عينية استثنائية عاجلة لتغطية الأساسيات في الأسابيع الأولى، خاصة بعد أن باع الزوجان كل ما يملكان.
دعم الإغاثة الطارئ: تفعيل الإدارة العامة للإغاثة لتوفير دعم عيني فوري (أغطية، مراتب، مستلزمات معيشة للأطفال) لإنقاذ الأسرة من العوز المادي التام.
"الألف يوم الأولى": غذاء وحماية: تُدرج شروق وأطفالها فورًا في برنامج "الألف يوم الأولى"، لضمان النمو الصحي للتوائم عبر سلات غذائية ودعم تغذوي مكثف، مع جلسات توعية لروتين الرعاية والتغذية الصحيحة.
مظلة "تكافل": يبدأ بحث إدراج الأسرة في برنامج الدعم النقدي "تكافل"، طالما الأم غير عاملة وغير مؤمن عليها، والأب بلا عمل.
الدعم النفسي والأسري (إعادة بناء الروح):
تدخل الهلال الأحمر المصري : فريق الدعم الطبي يدخل على الخط لتقديم الإسناد الفوري للزوجين المنهكين من الضغوط.
فريق إدارة الحالة : لتقديم الدعم النفسي للام والأب والمساندة
برنامج "مودة": لتفادي المزيد من الانهيار، تُعقد جلسات حوار إرشادية مكثفة بين محمد وشروق لمعالجة الخلافات الأسرية الجوهرية.
الفصل الثاني: التمكين الاقتصادي (بناء منصة النجاة)
بعد تأمين الحماية، ننتقل من الإغاثة إلى الاستدامة. الهدف: تحويل الأسرة من متلقية مساعدة إلى منتجة!
تفعيل أدوات التمويل: تُكلف فرق متخصصة من بنك ناصر الاجتماعي وإدارة التمكين الاقتصادي بدراسة حالة الزوجين. هل محمد يمتلك مهارة؟ هل شروق قادرة على العمل من المنزل؟ هذا طبعا يدرس بعد مرور فترة من الرعاية التوائم
خيارات متنوعة: تُقدم خيارات فورية: برامج تدريبية (من أجل التوظيف)، أو مشروعات متناهية الصغر، أو تمويل "مستورة" (لشروق متى كانت مستعدة)، مع متابعة لصيقة من الأخصائي لضمان نجاح المشروع.
الفصل الثالث: الدمج والنمو (من 3 إلى 6 أشهر)
في هذه المرحلة، نعمل على دمج الأسرة والمساهمة في بناء مستقبل الأطفال:
تنمية الطفولة المبكرة (العودة إلى الحياة): ربط الأطفال بأقرب حضانة مرخصة تحت إشراف برنامج تنمية الطفولة المبكرة، لتوفير رعاية آمنة عالية الجودة ودمج إن لزم الأمر.
التربية الأسرية الإيجابية: تنظيم جلسات لـ"برنامج التربية الأسرية الإيجابية" لتعليم الأبوين أفضل طرق التربية والتواصل مع التوائم.
الفصل الرابع والخامس: مسارات مستقبلية (ضمان الحقوق)
تكافؤ الفرص التعليمية: عند بلوغ الأطفال سن المدرسة، نضمن لهم "تكافؤ الفرص التعليمية" إذا ظلت الأسرة غير قادرة على التكاليف.
بطاقة الخدمات المتكاملة (إن لزم): إذا تبين وجود أي إعاقة للتوائم، يتم استخراج "بطاقة الخدمات المتكاملة" لضمان الحصول على كافة الحقوق والخدمات التأهيلية، وتوفير مراكز التأهيل والحضانات الدامجة.


