يُعد التحرش الجنسي بالأطفال من أخطر المشكلات التي تهدد المجتمع، حيث يترك آثارًا نفسية وجسدية عميقة قد تمتد لسنوات.
كيف يتعامل الآباء عند تعرض الطفل للتحرش الجنسي؟
ومع تزايد الوعي حول هذه القضية، شدد الدكتور أحمد أمين، خبير العلاقات الإنسانية، على ضرورة معرفة الأهل بأساليب التعامل الصحيحة مع الطفل في حال تعرّضه لأي شكل من أشكال التحرش.
وأكد أمين في تصريح خاص لموقع "صدى البلد" الإخباري، أن الخطأ في التعامل مع تعرض الأطفال للتحرش الجنسي قد يضاعف من الصدمة. لذا يجب اتباع بعض الخطوات، وهي :
ـ الاستماع للطفل دون أحكام:
أكد الدكتور أحمد أمين أن أول خطوة هي الاستماع الهادئ والمتفهم للطفل دون مقاطعته أو توجيه اللوم له، موضحًا أن الطفل يحتاج أن يشعر بالأمان ليعبر عمّا حدث بارتياح.
وأشار أمين، إلى أهمية استخدام جمل مطمئنة مثل: “أنا هنا معك، وما تقوله مهم وسأحميك.”

ـ تصديق الطفل وتقديم الدعم:
وأوضح أمين، أن الكثير من الأطفال يخشون التحدث خوفًا من عدم التصديق، ولذلك يجب على الأهل إظهار الثقة في كلام الطفل وتشجيعه على مشاركة تفاصيل ما حدث دون خوف.
وقال أحمد امين: "تصديق الطفل هو حجر الأساس في حمايته نفسيًا ومنع تكرار الموقف."

ـ الحفاظ على الهدوء:
وشدد أمين، على أن ردود الفعل المبالغ فيها كالانهيار أو الغضب الشديد قد تجعل الطفل يشعر بالذنب، لذلك يجب على الوالدين التحكم في انفعالاتهم والتركيز على حماية الطفل أولًا.
ـ توفير بيئة آمنة:
وأشار أمين، إلى أن من أهم الخطوات هو إبعاد الطفل فورًا عن مصدر التهديد، سواء في المنزل أو المدرسة، مع مراقبة الأشخاص الذين يتفاعل معهم الطفل وتعزيز الشعور بالأمان داخل محيطه.

ـ الدعم النفسي المتخصص:
وأكد الدكتور أحمد أمين، أن الطفل الذي يتعرض للتحرش غالبًا ما يحتاج إلى جلسات علاج نفسي للتعامل مع آثار الصدمة، موضحًا أن التدخل المبكر يساعد بشكل كبير على تجاوز التجربة وتخفيف مخاطرها المستقبلية.
ـ تعزيز وعي الطفل وحدوده الشخصية:
وأوضح أمين، أن توعية الطفل بحدود جسده وتعليمه أن جسده ملكه ولا يحق لأحد لمسه بدون إذنه هي خطوة وقائية أساسية، ويمكن تبسيطها عبر القصص التعليمية والألعاب المناسبة لعمره.
ـ المتابعة المستمرة:
وأشار أمين، إلى أن الصدمة لا تنتهي بمجرد كشف الواقعة، لذلك يحتاج الطفل إلى متابعة طويلة المدى لملاحظة أي تغييرات نفسية أو سلوكية، وضمان شعوره بالحماية والدعم في كل مكان.

