شهد الوسط الإعلامي خلال الساعات الماضية، حالة واسعة من الحزن والصدمة؛ بعد انتشار خبر وفاة الإعلامية الشابة هبة الزياد، التي رحلت بشكل مباغت داخل شقتها، وسط موجة كبيرة من الشائعات والتكهنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

والدة هبة الزياد تكشف سبب وفاتها
ومع ازدياد الجدل، خرجت والدتها المهندسة صباح لتضع حدًا لاختلاط الحقائق، ولتكشف الرواية الكاملة حول اللحظات الأخيرة في حياة ابنتها.
وأكدت والدة هبة الزياد أن ما تم تداوله بشأن وفاة ابنتها “غير دقيق”، مشيرة إلى أن رحيلها كان طبيعيًا؛ نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية أثناء نومها.

ولفتت إلى أن الكشف الطبي أثبت ذلك بشكل قاطع، وأن ما يُشاع عبر السوشيال ميديا “يتعارض مع الحقيقة” تمامًا.
وأوضحت أن هبة لم تكن تعيش بمفردها بأي شكل من الأشكال، وأنها كـ"أُم" لم تفارقها يومًا، وكانت تقيم معها باستمرار، مؤكدة أن هذه النقطة تحديدًا تم تداولها بصورة مغلوطة ومؤذية.
وناشدت والدة الراحلة|، الجميع، بالكف عن تداول الشائعات، مؤكدة أن استخدام وفاة ابنتها في “تريندات” أو تكهنات غير إنسانية؛ أمر يثير الألم ويزيد من جراح الأسرة.
وقالت إن احترام حرمة الموت واجب أخلاقي وديني، وأن ما تتعرض له الأسرة من ضغط نفسي بسبب ما يُكتب على مواقع التواصل الاجتماعي؛ يفوق ما تحتمله أي أم فقدت ابنتها بشكل مفاجئ.
الإعلامي مصعب العباسي يكشف تفاصيل جديدة
من جهته، كشف الإعلامي مصعب العباسي تفاصيل جديدة حصل عليها عبر اتصال مباشر مع والدة الراحلة، حيث قالت إن “هبة وُجدت داخل غرفة المعيشة، ممدّدة على إحدى الأرائك، بعدما باغتها الهبوط في الدورة الدموية”.
وأشارت إلى أن ابنتها كانت تتبع في الأيام الأخيرة نظامًا غذائيًا شديد القسوة، ربما أثّر على مستوى السكر وضغط الدم، وهو ما جعل جسدها أكثر عرضة لانخفاض مفاجئ.

وأكد العباسي أن هبة كانت تتمتع بصحة جيدة، ولم يكن لديها أي أمراض مزمنة، بل كانت تُظهر حماسًا كبيرًا لعملها الإعلامي، وكان آخر تواصل بينها وبين فريق قناة الشمس قبل يوم واحد من وفاتها، حيث اعتذرت عن تسجيل حلقة جديدة بسبب شعورها بالإرهاق.
صديقة الإعلامية هبة الزياد تكشف عن الجوانب الإنسانية للراحلة
تحدثت صديقتها المقرّبة الإعلامية إيمان الصاوي، عن الجوانب الإنسانية والروحانية في حياة الراحلة، مؤكدة أنها كانت من خريجي الأزهر الشريف، حافظة لسبعةٍ وعشرين جزءًا من القرآن الكريم، وتمتاز بخلق هادئ وسلوك متزن.

وأضافت أن هبة كانت تمارس الرياضة بانتظام، وتتبع حمية غذائية قاسية، وأنها قبل ساعات من وفاتها تناولت عصير برتقال ثم شعرت بهبوط شديد في السكر.
وذكرت الصاوي، أن الراحلة كانت صاحبة روح طيبة، ولم تفتعل مشكلة مع أحد، وأن خبر وفاتها صدم الجميع، خاصة أن تواصلها الأخير مع المقربين أظهر أنها كانت تخطط لمشروعات جديدة، وتركز كثيرًا على تطوير نفسها في المجال الإعلامي.
آخر فيديو ظهرت فيه هبة الزياد
وفي خضم الحزن، أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداول آخر فيديو ظهرت فيه هبة، حيث بدت متفائلة ومليئة بالطاقة، تحدثت عن حبها الكبير لعملها الإعلامي، وقدمت رسالة دعم لمتابعيها، مؤكدة أن أفضل طريق للنجاح هو تحدي النفس والسعي لتحسين الذات يومًا بعد يوم.

كما تذكّر المتابعون فيديو سابقًا كشفت فيه الراحلة عن تعرضها لابتزاز وتهديدات من مجهولين عبر الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي، وقالت إنها اتخذت إجراءات قانونية للرد على تلك الاعتداءات، وهو ما أعاد فتح نقاش واسع حول الضغوط النفسية التي قد يواجهها الإعلاميون في صمت.
رحيل هبة الزياد لم يُثِر الأسى فقط، بل أعاد طرح تساؤلات حول ظاهرة “الوفاة المفاجئة” التي يشهدها المجتمع في السنوات الأخيرة.
عدد من الأطباء والمتخصصين حذروا خلال الأيام الماضية من أمراض تُعرف بـ"الأمراض الصامتة" باعتبارها الأخطر؛ لأنها لا تعطي أي إنذار قبل وقوعها، مثل “اضطرابات كهرباء القلب، الهبوط المفاجئ في الدورة الدموية، بعض أنواع الأنيميا الشديدة”.
وأشار أطباء القلب إلى أن التوتر النفسي والضغط الكبير قد يلعبان دورًا مؤثرًا في مثل هذه الحالات، خصوصًا لدى الشباب.
وأكد الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، أن الحياة قد تتوقف في لحظة؛ نتيجة خلل مفاجئ في كهرباء القلب، وأن ما تعرضت له هبة الزياد يدخل ضمن ما يُعرف بـ"السكتة القلبية".
وأوضح أن الريجيم القاسي قد يسبب إغماء، لكنه لا يكون السبب المباشر للوفاة، بينما الضغط النفسي ربما يكون عاملاً محفزًا لهذه الحالات المفاجئة.

وتصدّر بيان النعي المنشور عبر حسابها الرسمي، مشهد الحزن، حيث جاء فيه: “لله ما أخذ وله ما أعطى… الإعلامية الدكتورة هبة الزياد في ذمة الله”.
ومن جهتها، أعربت قناة الشمس عن حزنها الشديد لرحيل واحدة من أبرز وجوهها الشابة، مؤكدة أن سيرتها الطيبة ستظل حاضرة في قلوب فريق العمل والمشاهدين.
وقالت والدة الراحلة: “أرجو من الجميع الدعاء لها بالرحمة والمغفرة، أسألكم احترام مشاعر أسرتها، وعدم تداول الشائعات التي تجرح قلوبنا، اللهم ارحمها واغفر لها واجعل مأواها الجنة”.

