قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

تحول اليابان من لاعب سلمي إلى قوة هجومية.. سباق تسلح آسيوي ينذر بحرب عالمية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تشهد اليابان اليوم واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخها الحديث، مع انتقال سياساتها الدفاعية من مرحلة الانكفاء التاريخي الذي فرضته بعد الحرب العالمية الثانية إلى استراتيجية إعادة تسلح واضحة وواسعة النطاق.

 هذا التحول لا يأتي في فراغ، بل يتزامن مع مشهد إقليمي بالغ التعقيد في المحيط الهادئ، حيث تتقاطع التوترات بين الصين والولايات المتحدة، وتتزايد المخاوف من خطوات عسكرية مفاجئة من كوريا الشمالية، بينما تواصل روسيا توسيع حضورها في شرق آسيا على وقع حربها في أوكرانيا.

في هذا السياق المشحون، أعلنت طوكيو عن خطوة كبرى بشراء 400 صاروخ توماهوك أمريكي الصنع، وهو قرار ينظر إليه كأحد أبرز مظاهر التحول في العقيدة الدفاعية اليابانية التي طالما التزمت بـ”الدفاع الذاتي” وعدم امتلاك أسلحة قادرة على الضرب بعيد المدى. 

ويأتي ذلك بالتوازي مع توسع غير مسبوق في التحالفات العسكرية اليابانية، سواء مع الولايات المتحدة أو عبر شراكات أمنية جديدة مع دول في جنوب شرق آسيا والهند وأستراليا، في محاولة لبناء شبكة ردع واسعة في مواجهة ما تصفه تقارير الدفاع اليابانية بأنه “أخطر بيئة أمنية تواجهها البلاد منذ عقود”.

وتشير وثائق الأمن القومي اليابانية الأخيرة إلى أن الصين تمثل التهديد الأكبر، خاصة مع تصاعد الأنشطة العسكرية الصينية حول جزر سينكاكو المتنازع عليها، إلى جانب القلق من البرنامج الصاروخي لكوريا الشمالية، وتعزيز موسكو لقدراتها البحرية في أقصى الشرق.

خبير سياسي: اليابان لم تعد لاعبًا سلميًا ونهجها العسكري قد يشعل صراعًا عالميًا

قال الخبير السياسي سعيد الزغبي في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن “اليابان لم تعد ذلك اللاعب السلمي الذي اعتدناه لعقود، بل تحولت إلى طرف قادر على إشعال صراع عالمي إذا استمرت في نهجها العسكري التصاعدي”.

وأكد الزغبي أن “شراء طوكيو لـ400 صاروخ توماهوك بقيمة تتجاوز 2.3 مليار دولار لا يمكن تفسيره على أنه دفاعي، بل هو تحول واضح نحو استراتيجية الضربة الأولى، بتشجيع أمريكي يرى في بحر الصين الجنوبي بيرل هاربر جديدة”.

وأضاف أن “تقرير دفاع اليابان 2025 الذي يصنف الصين وروسيا وكوريا الشمالية كـ«أكبر تهديد منذ الحرب العالمية الثانية» يعكس عقلية هجومية أكثر مما يعكس رداً على تحرشات صينية بجزر سينكاكو”.

وأشار الزغبي إلى أن “ارتفاع ميزانية الدفاع اليابانية إلى 9.9 تريليون ين بحلول 2027 هو جزء من مخطط أمريكي لتحويل اليابان إلى الرمح الآسيوي في الحرب الباردة الجديدة، وليس مجرد تحديث عسكري تقليدي”.

وشدد على أن “اليابان اليوم تبيع للعالم صورة السلام بينما تبني على الأرض «حاملة طائرات غير غارقة» في أوكيناوا، وتجري تدريبات مكثفة مع واشنطن ولندن وكانبرا، في إطار تحويلها إلى العمود الفقري لتحالف AUKUS الموسع”.

واعتبر الزغبي أن “السيناريو الأخطر يتمثل في هجوم صيني محتمل على تايوان، يجر اليابان للرد بصواريخ Type-12، ما سيدفع واشنطن للتدخل ويستدعي روسيا شريكة بكين، وهنا قد نجد أنفسنا أمام شرارة حرب كونية تشمل خمس قوى نووية”.

وحذر قائلاً: “اليابان قد تصبح أوكرانيا الشرق الأقصى في 2025 إذا انشغلت الولايات المتحدة بجبهات أخرى مثل إيران أو أوكرانيا”.

وأوضح أن “اليابان ليست الجاني الخالص، بل الضحية المفترسة، فهي خائفة من تمدد الصين في بحر الصين الجنوبي، لكنها في الوقت نفسه تنزلق إلى تحالفات قد تجرها إلى حرب ليست حربها، خصوصاً مع تطبيعها المتزايد مع إسرائيل”.

وأردف الزغبي أن “التحركات اليابانية قد تمنع هجوماً صينياً قريب المدى، لكنها في الوقت نفسه تزرع بذور صراع طويل الأمد يزداد خطراً مع تحالف موسكو  بيونج يانج”.

واختتم الخبير تصريحه قائلاً: “اليابان لن تشعل الحرب العالمية الثالثة وحدها، لكنها ستكون بوابتها إذا فشل الحوار، والمطلوب الآن ليس مزيداً من الردع، بل دبلوماسية جريئة تمنع «بيرل هاربر 2.0» قبل أن تقع الكارثة”.