يحمل القمر المكتمل عشرات الأسماء التي تختلف باختلاف شهور السنة ومواسم الطبيعة، إذ ارتبطت هذه التسميات بثقافات الشعوب الأصلية في أمريكا الشمالية، التي استخدمت القمر كـ"تقويم سماوي" لتحديد مواسم الحصاد والصيد والطقس.
وعلى الرغم من انتشار هذه الأسماء عالميا، فإنها تعد تسميات فولكلورية لا علاقة لها بالمصطلحات العلمية التي يعتمد فيها الفلكيون فقط على طور القمر وتاريخه القمري.
قمر الفراولة اسم لا علاقة له باللون
ظهر اسم "قمر الفراولة" بين قبائل أمريكا الشمالية، إذ يرمز إلى موسم حصاد الفراولة والتوت الذي يصادف عادة شهر يونيو.
ورغم الاعتقاد الشائع بأن القمر يتحول إلى اللون الوردي في هذه الليلة، فإن الاسم غير مرتبط باللون، بل بالموسم الزراعي فقط.
أما ميل القمر أحيانا إلى درجات الوردي أو الذهبي عند شروقه فسببه تأثير الغلاف الجوي عندما يكون منخفضًا على الأفق.
القمر الوردي والذئب تسميات شعبية لمواسم الطبيعة
تعددت الأسماء التي ارتبطت بالبدر خلال السنة، فالقمر الوردي يشير إلى تفتح زهرة برية في أبريل، أما قمر الذئب فيرتبط بليالي الشتاء التي يشتد فيها عواء الذئاب.
وجميع هذه الأسماء ذات جذور فولكلورية تعكس علاقة الإنسان بالطبيعة قبل آلاف السنين.
القمر العملاق ظاهرة فلكية حقيقية
على خلاف التسميات الشعبية يمثل القمر العملاق مصطلحا فلكيا دقيقا.
يحدث عندما يكون القمر البدر في أقرب نقطة له من الأرض (الحضيض)، فيبدو أكبر بنسبة قد تصل إلى 14% وأكثر سطوعا من المعتاد وقد يؤثر بشكل طفيف على المد والجزر، لكنه لا يحمل أي تأثيرات كونية غير طبيعية كما يعتقد البعض.
لماذا يُسمى بدر ديسمبر بـ"القمر البارد"؟
يرتبط اسم القمر البارد ببداية الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وازدياد ساعات الظلام وانخفاض درجات الحرارة وقد استخدمته قبائل الموهوك والموهيكان للدلالة على موسم الصقيع والليالي الطويلة.
أسماء أخرى لبدر ديسمبر
اختلفت الأقوام في توصيف هذا القمر، ومن أبرز أسمائه التاريخية:
قمر الليل الطويل (موهيكان)
قمر الصقيع الأبيض (كري)
قمر الأشجار المتفجرة من الصقيع (كري)
قمر الثلج (هايدا وتشيروكي)
قمر صانع الشتاء (الأبيناكي)
قمر سقوط قرون الغزلان (داكوتا)
القمر الروحي الصغير (أنيشينابي)
وفي التراث الأوروبي القديم، كان يسمى “القمر قبل يول”، إشارة إلى احتفالات يولتايد التي تكرم عودة الشمس أثناء الانقلاب الشتوي.
تظل أسماء مثل قمر الفراولة، القمر الوردي، والقمر العملاق جزءًا من ثقافة الشعوب وتفاعلها مع السماء، بينما يبقى التفسير العلمي ثابتا قمر بدر مكتمل يشرق في موعده، وتختلف تسمياته باختلاف من يراقبه.
