قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"صانع الرؤساء" خلف القضبان: قصة الملياردير الذي امتلك أوكرانيا وأنهى "زيلينسكي" مسيرته

"صانع الرؤساء" خلف القضبان: قصة الملياردير الذي امتلك أوكرانيا وأنهى "زيلينسكي" مسيرته
"صانع الرؤساء" خلف القضبان: قصة الملياردير الذي امتلك أوكرانيا وأنهى "زيلينسكي" مسيرته

1- إمبراطورية الفساد: كيف استولى كولومويسكي على مقدرات أوكرانيا وبنى نفوذه بأساليب "البلطجة المؤسسية"؟

2- ثقب أسود بـ 5.5 مليار دولار: تفاصيل أكبر عملية احتيال بنكي في تاريخ البلاد عبر "بريفات بنك".

3-المنقلب على صانعه: من شاشة التلفاز إلى قصر الرئاسة.. قصة الشراكة المعقدة بين الأوليغارش والممثل الكوميدي.

"هذا النابليون سينتهي قريباً"، بهذه العبارة المليئة بالوعيد، وجه الملياردير الأوكراني إيغور كولومويسكي حديثه من داخل قفص الاتهام إلى ربيبه السابق، الرئيس فولوديمير زيلينسكي. 

لم تكن هذه مجرد جملة في قاعة محكمة، بل كانت إعلاناً عن نهاية فصل درامي لرجل لم يكتفِ بجمع الثروة، بل سعى لتحويل الدولة الأوكرانية بأكملها إلى "إقطاعية خاصة".

إمبراطورية الرعب والاحتيال المنظم

لم يكن صعود كولومويسكي في التسعينيات صعوداً عادياً، بل اتسم بقسوة أثارت رعب منافسيه؛ فمن استخدام فرق مسلحة للاستيلاء على المصانع، إلى وضع حوض لأسماك القرش في مكتبه لترهيب زواره. 

لكن ذروة نفوذه تجسدت في "بريفات بنك"، الذي حوله إلى "غسالة أموال" عملاقة.

كشفت التحقيقات الدولية أن كولومويسكي وشريكه استوليا على نحو 5.5 مليار دولار من مدخرات المودعين عبر شبكة معقدة من الشركات الوهمية. 

وصلت الوقاحة في عمليات الاحتيال إلى تسجيل صفقات استيراد وهمية لعصير التفاح بكميات تتجاوز إنتاج العالم، بهدف تهريب الأموال إلى الخارج. هذه "الفجوة المالية" كلفت الخزانة الأوكرانية ما يعادل 6% من ناتجها المحلي الإجمالي لإصلاحها وتأميم البنك لاحقاً.

تمويل الميليشيات: الوطن أم البزنس؟

خلال أحداث "ميدان" عام 2014، قدم كولومويسكي نفسه كـ "وطني شرس"، وأنفق ما يقدر بـ 10 ملايين دولار شهرياً لتمويل ميليشيات اليمين المتطرف، مثل "القطاع الأيمن" وكتيبة "آزوف".

إلا أن هذا الكرم لم يكن بدافع حب الوطن فحسب؛ بل كان لبناء "جيش خاص" يحمي مصالحه النفطية والمعدنية. وحين حاولت الحكومة تقليص نفوذه في شركة البترول الوطنية، لم يتردد في إرسال رجاله المسلحين لمحاصرة مقر الشركة، في تحدٍ سافر لهيبة الدولة.

صناعة زيلينسكي: الرهان الذي ارتد على صاحبه

بعد صداماته مع السلطة وهربه إلى الخارج، قرر كولومويسكي خوض رهان سياسي أخير.

 استخدم إمبراطوريته الإعلامية، وتحديداً قناة "1+1"، للترويج للممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي.

 كان زيلينسكي يؤدي دور "الرئيس النزيه" في مسلسل شعبي، فقام كولومويسكي بتحويل هذا الدور إلى واقع سياسي عبر دعم حملته الانتخابية بكل ثقله.

اعتقد "الأوليغارش" أن وصول زيلينسكي للسلطة سيعيد إليه بنكه وأمواله المنهوبة، لكن الضغوط الغربية، وبخاصة من الولايات المتحدة، وضعت زيلينسكي أمام خيارين: إما حماية عرابه أو الحفاظ على الدعم الدولي. في النهاية، اختار زيلينسكي التضحية بكولومويسكي، ليجد الأخير نفسه ملاحقاً بتهم غسل الأموال والاحتيال.

اليوم، يقبع كولومويسكي في السجن، شاهداً على تحطم أحلامه في السيطرة المطلقة، بينما تظل أوكرانيا تصارع إرث الفساد الذي زرعه هذا الرجل في مفاصل الدولة لعقود، في قصة تذكر العالم بأن التحالف بين المال والسياسة غالباً ما ينتهي بنهايات تراجيدية.