رصد متابعو الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية اقتراب نهاية اليوم التصويتي الأول للناخبين في الدوائر التنافسية لجولة الإعادة بالمرحلة الثانية من الانتخابات، والتي تضم (55) دائرة انتخابية موزعة على (13) محافظة بقطاعات القاهرة ووسط وجنوب الدلتا وشرق الدلتا.
وأشار الائتلاف إلى أنه جرى رصد ارتفاع واضح في درجة السخونة والشراسة التنافسية داخل عدد كبير من الدوائر، لا سيما تلك التي تشهد مواجهات مباشرة بين مرشحي الأحزاب والمستقلين.
ولوحظ تصاعد حدة التوتر في دوائر مثل حلوان، والمحلة، ودسوق، والمنصورة، وطلخا، والزقازيق، حيث شهدت بعض المقار الانتخابية حالات من التلاسن وتبادل الاتهامات بين أنصار المرشحين، في ظل تقارب الفرص واحتدام المنافسة مع اقتراب ساعات الحسم.
كما رصد متابعو الائتلاف المصري عودة ملحوظة لظواهر شراء الأصوات رغم الجهود المبذولة لضبط المخالفات، حيث تركزت غالبية الحالات داخل دوائر محافظة القاهرة، وبخاصة الزاوية الحمراء، وحدائق القبة، والخليفة، والبساتين، وحلوان، إلى جانب رصد حالات مماثلة في دوائر مركز المحلة، وبنها، وشبين القناطر، ودكرنس، وميت غمر، وشبين، وسيدي سالم، وهي ظاهرة تستدعي – بحسب الائتلاف – مراجعة شاملة وتفعيل آليات أكثر فاعلية للحد منها.
وفي سياق متصل، رصد المتابعون بروز ظاهرة تأييد الرموز السياسية لمرشحين يخوضون جولة الإعادة، حيث شهدت بعض الدوائر حضورًا لافتًا لشخصيات عامة ونواب سابقين دعمًا لمرشحين بعينهم؛ من بينهم دعم الدكتور محمد زهران بدائرة المطرية بالقاهرة من جانب عدد من قيادات الحركة المدنية، وكذلك دعم النائب أحمد الشرقاوي من قبل نواب حاليين وسابقين، من بينهم ضياء الدين داود والنائب أحمد فرغل، بما أضفى بعدًا سياسيًا إضافيًا على المنافسة في هذه الدوائر.
وأشار التقرير إلى أن جولة الإعادة شهدت تحولًا ملحوظًا في أنماط الحشد الجماهيري، حيث غلبت الروابط التنظيمية ذات الطابع العائلي والجهوي، وهو ما انعكس في ارتفاع معدلات المشاركة داخل الدوائر الريفية مقارنة بالدوائر الحضرية داخل المحافظة الواحدة، لا سيما في محافظات الدقهلية والغربية والشرقية، بما عزز من كثافة الحشد والتصويت في تلك المناطق.
كما رصد متابعو الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية حضورًا قويًا وملحوظًا للنساء أمام معظم لجان الاقتراع، في نمط متكرر يعكس استمرار المشاركة النسائية الإيجابية، مع وجود محفز إضافي تمثل في خوض (4) مرشحات جولة الإعادة في دوائر أول الزقازيق وحلوان، وهو ما يعزز من فرص الفوز المحتملة لبعضهن، خاصة في ظل غياب فوز نسائي بالمقاعد الفردية في الجولات السابقة.
وكان من الظواهر اللافتة في المشهد الانتخابي الحالي عودة الشباب للظهور بشكل أكثر كثافة داخل طوابير الناخبين في عدد من الدوائر، خصوصًا تلك التي يخوضها مرشحون من الفئات العمرية المتوسطة أو الدوائر ذات الطابع المعارض، بما يعكس نزعة تصويت عقابي وميلًا للاحتجاج الانتخابي لدى بعض المشاركين.
ورغم ذلك، استمرت بعض الحملات في الاعتماد على الحشد الشبابي المنظم القائم على الروابط الجهوية والعشائرية، حيث يمثل الشباب القوة الرئيسية في تعبئة أنصار مرشحيهم.