في تصريحات لافتة تعكس تصعيدا سياسيا واقتصاديا جديدا، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسلسلة مواقف بشأن فنزويلا والملف الاقتصادي والرعاية الصحية.
وفي هذاالصدد، قال ترامب إن احتمال اندلاع حرب مع فنزويلا لا يزال مطروحا، وذلك عقب مجموعة من التحركات الأمريكية الأخيرة، كان أبرزها قرار صدر يوم الثلاثاء الماضي بفرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والتي تدخل وتخرج من فنزويلا، في خطوة زادت من الضغوط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
وعندما سئل ترامب عما إذا كانت هذه الإجراءات قد تقود إلى مواجهة عسكرية، رد قائلا: "أنا لا أناقش هذا الأمر"، لكنه عاد وأقر تحت الإلحاح بأن هذا الاحتمال وارد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قد تنفذ عمليات مصادرة إضافية لناقلات النفط.
مكافأة للمحاربين بقيمة 1776 دولارا
وحول الجدول الزمني لذلك، قال: "الأمر يعتمد عليهم، فإذا كانوا حمقى واستمروا في الإبحار، فسيعودون أدراجهم إلى أحد موانئنا".
وامتنع ترامب عن الكشف صراحة عما إذا كانت الإطاحة بمادورو تمثل هدفه النهائي، مكتفيا بالقول: "هو يعلم تماما ما أريده، ويعلم ذلك أكثر من أي شخص آخر".
وفي سياق متصل، دافع ترامب عن سياساته الاقتصادية في ظل تزايد شكاوى الناخبين من ارتفاع تكاليف المعيشة، معلنا عن صرف مكافأة للمحاربين بقيمة 1776 دولارا لنحو 1.5 مليون جندي، تكريما لتأسيس الولايات المتحدة قبل قرابة 250 عاما.
وأوضح أن صرف هذه المكافآت سيبدأ قريبا جدا، متوقعا الانتهاء منها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار إلى أن تمويل هذه المكافآت سيتم عبر "قانون واحد شامل وجميل"، إضافة إلى عائدات الرسوم الجمركية، قائلا: "نحقق أموالًا طائلة من الرسوم الجمركية، ما أتاح لنا تنفيذ ذلك، ولا يزال لدينا فائض كبير".
وتناول ترامب أيضا ملف الرعاية الصحية، منتقدا شركات التأمين الصحي الكبرى، التي قال إنها راكمت ثروات بمليارات الدولارات كان من المفترض أن تذهب مباشرة إلى المواطنين، وأكد أن من حق الناس شراء تأمينهم الصحي الخاص، معتبرا أن ذلك سيوفر لهم مزايا أفضل وبتكلفة أقل.
كما أعرب عن اعتقاده بأن إلغاء قانون الرعاية الصحية الميسرة "أوباماكير" ليس ضروريا، موضحا أنه سيلغى تلقائيا لعدم رغبة الناس في استخدامه، ومشيرا إلى أنه لا ينوي الإعلان عن خطة صحية شاملة جديدة.
وقال ترامب: "خطتي بسيطة للغاية، شركات التأمين أصبحت ثرية بشكل لا يصدق وتحقق مليارات الدولارات سنويا، ولن نسمح باستمرار ذلك، سنحول الأموال مباشرة إلى الناس، ويمكنهم استخدام حسابات الرعاية الصحية وشراء التأمين الذي يناسبهم، وسيحصلون على رعاية أفضل وبسعر أقل بكثير".
وعن مستقبل السيطرة الجمهورية على الكونغرس، قال ترامب: "أعتقد أنهم سيحتفظون بالسيطرة على المجلسين، وآمل ذلك بالتأكيد".
والجدير بالذكر، أن تعكس تصريحات ترامب، التي جاءت في توقيت حساس، ملامح مرحلة تتسم بالتصعيد في السياسة الخارجية تجاه فنزويلا، بالتوازي مع محاولات لاحتواء الضغوط الداخلية عبر وعود اقتصادية وإصلاحات في قطاعي الضرائب والرعاية الصحية، في وقت تترقب فيه الأوساط السياسية والشعبية مدى تأثير هذه التوجهات على الداخل الأمريكي وموازين القوى إقليميا ودوليا خلال الفترة المقبلة.



