قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اكتشاف لغز باطن الأرض.. ماذا تخفي قارة إفريقيا في أعماقها؟

باطن الأرض
باطن الأرض

في اكتشاف جديد، كشف علماء الجيوفيزياء عن وجود بنيتين هائلتين مدفونتين في أعماق الأرض تحت قارة إفريقيا والمحيط الهادئ، ما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن تفاصيل اللغز الموجود بباطن الأرض؟

هذا الاكتشاف يفتح النقاش مجددًا حول تاريخ تشكيل كوكب الأرض، ويطرح فرضية جريئة مفادها أن هذه التراكيب قد تكون بقايا كوكب قديم اصطدم بالأرض قبل أكثر من 4.5 مليار سنة.

لغز بواطن الأرض 

تُعرف هذه التكوينات الضخمة الموجودة بباطن الأرض في القارة السمراء باسم (LLSVPs)، وتقع عند الحدود الفاصلة بين وشاح الأرض ولبّها المنصهر. 

يبلغ عرض كل واحدة منها آلاف الكيلومترات، مما يجعلها من أكبر البنى المعروفة داخل كوكب الأرض، رغم أنها تبقى مخفية بالكامل عن الرصد المباشر.

وقد تم اكتشاف هذه المناطق لأول مرة من خلال تحليل الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل، حيث لاحظ العلماء أن الموجات تتباطأ بشكل غير معتاد عند مرورها عبر منطقتين محددتين، إحداها تحت إفريقيا والأخرى تحت المحيط الهادئ.

فرضية الكوكب المفقود “ثيا”

يشير هذا التباطؤ إلى أن هذه الكتل تختلف في تركيبها وكثافتها عن الصخور المحيطة في الوشاح الأرضي. 

على سبيل المثال، تُظهر الدراسات أن الكتلة الواقعة تحت إفريقيا، المعروفة علميًا باسم "توزو"، تمتد من الحد الفاصل بين اللب والوشاح إلى ارتفاع يصل إلى نحو ألف كيلومتر، أي ما يعادل ارتفاع عشرات الجبال العملاقة. 

تقديرات الحجم تُظهر أن مجموع حجم هاتين الكتلتين قد يشكل ما بين 3 و9 في المئة من حجم الأرض، وهي نسبة لافتة لبنى لم تُكتشف إلا عبر وسائل غير مباشرة.

تكتسب هذه الاكتشافات أهمية إضافية بسبب فرضية تربط هذه التراكيب بكوكب افتراضي يُعرف باسم "ثيا"، الذي يُعتقد أنه اصطدم بالأرض في بدايات تشكيل النظام الشمسي، وهو الحدث الذي أدى إلى تكوّن القمر. 

وفقًا لنماذج حاسوبية حديثة، قد تكون أجزاء من وشاح هذا الكوكب قد نجت من الاصطدام واستقرت في أعماق الأرض، حيث بقيت معزولة لمليارات السنين.

المستقبل ودراسة الأعماق

الدراسات التي نُشرت في دوريات علمية مرموقة مثل Nature Communications وGeophysical Journal International أظهرت أن حدود هذه الكتل حادة وواضحة، مما يُرجح كونها تراكيب كيميائية مستقلة وليست مجرد مناطق أكثر سخونة داخل الوشاح. 

هذا الاكتشاف لا يقتصر فقط على كونه بقايا جيولوجية قديمة، بل يشير أيضًا إلى أنه قد يؤثر في ديناميكيات الأرض الحالية، بما في ذلك نشوء أعمدة الوشاح التي تغذي البراكين في مناطق مثل هاواي وآيسلندا، إضافة إلى دور محتمل في تشكّل الصدوع القارية والنشاط التكتوني في إفريقيا.

ورغم التقدم الكبير في تقنيات التصوير الزلزالي، يؤكد العلماء أن دراسة هذه التكوينات لا تزال تعتمد كليًا على النماذج والمحاكاة، نظرًا لاستحالة الوصول الفيزيائي إليها. 

ومع ذلك، يعتبر الباحثون أن هذه الاكتشافات تمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لتاريخ الأرض، وقد تكشف أن كوكبنا يحتفظ في أعماقه بآثار عالم آخر اندثر منذ مليارات السنين.