يُعد الدارك ويب أحد أخطر جوانب الإنترنت الخفية، حيث يفتح أبوابًا لعالم مظلم مليء بالمخاطر التي تهدد الأفراد والمجتمعات، خاصة الأطفال والمراهقين.
ويعتبر هذا العالم غير المرئي لا يخضع للرقابة، ويحتوي على محتوى عنيف وغير قانوني قد يؤدي إلى أضرار نفسية وسلوكية جسيمة؛ ومع سهولة الوصول إليه عبر تطبيقات مثل VPN وTor، أصبح الخطر أقرب مما نتخيل.
غياب الوعي الأسري والرقابة
كما أن غياب الوعي الأسري والرقابة الرقمية يجعل أبناءنا فريسة سهلة للاستغلال والانجراف خلف مسارات قد تدمر مستقبلهم، ما يستوجب دق ناقوس الخطر والتحرك العاجل للتوعية والحماية.
الانجراف المتزايد للأطفال والمراهقين
من جانبه؛ حذّر المهندس عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات، من الانجراف المتزايد للأطفال والمراهقين نحو المحتوى غير الآمن على الإنترنت، مؤكدًا أن مسؤولية الأسرة لا تقتصر على توفير الاحتياجات المادية فقط، بل تشمل أيضًا التوعية والمتابعة التربوية والتكنولوجية المستمرة.
استخدام الأبناء للهواتف الذكية
وخلال لقائه ببرنامج «أنا وهو وهي» المذاع على قناة صدى البلد، مع الإعلامية سارة سامي والإعلامي شريف بديع، شدد صبحي على أن ضبط استخدام الأبناء للهواتف الذكية يبدأ بالوعي، موضحًا أن دور الأب لا يجب أن يقتصر على كونه داعمًا ماديًا، بل شريكًا أساسيًا في التربية والمتابعة، لا سيما في مرحلة المراهقة ما بين 15 و16 عامًا.
وكشف خبير أمن المعلومات عن واقعة مؤثرة لشاب تواصل معه عقب دخوله إلى «الدارك ويب»، حيث تعرض لحالة نفسية شديدة كادت أن تؤدي إلى انهياره الكامل، قبل أن يتم إنقاذه بتدخل الجهات المختصة، مطالبًا بضرورة توجيه رسالة واضحة وحاسمة للشباب بعدم الاقتراب من الدارك ويب لما يحمله من مخاطر جسيمة تهدد حياتهم ومستقبلهم.
تطبيقات Google Family Link
وأكد صبحي أن هناك العديد من الأدوات التكنولوجية التي يمكن أن تساعد أولياء الأمور في حماية أبنائهم، من بينها تطبيقات Google Family Link وQustodio وKaspersky Family Safe، والتي تتيح مراقبة استخدام التطبيقات والتحكم في وقت ومحتوى استخدام الهواتف الذكية.
أخطر العلامات التحذيرية
واختتم حديثه بالتأكيد على أن من أخطر العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه لها وجود تطبيق Tor، المعروف بعلامة «البصلة»، أو تطبيقات VPN على هواتف الأبناء، مشيرًا إلى أن ظهور هذه التطبيقات يعد مؤشرًا خطيرًا على دخول الطفل أو المراهق مرحلة تهديد حقيقية، حتى في حال عدم امتلاكه وعيًا تكنولوجيًا كافيًا.

