كشف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن ملامح اللقاء المرتقب الذي سيجمعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته المقبلة إلى واشنطن، موضحا القضايا الأساسية التي ستتصدر جدول أعمال المباحثات، وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني وتطورات الأوضاع في قطاع غزة، إلى جانب ملفات إقليمية أخرى ذات صلة بالأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي هذا الصدد، جاءت تصريحات نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقد في القدس المحتلة، جمعه بالرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، حيث أكد أن لقاءه مع الرئيس الأمريكي الأسبوع المقبل سيتناول برنامج إيران النووي، إضافة إلى المرحلة التالية من خطة ترامب للسلام في قطاع غزة.
وأوضح نتنياهو أن محور النقاش في واشنطن سينصب على الانتقال إلى المرحلة المقبلة من خطة السلام التي طرحها ترامب بشأن غزة، فضلا عن التعامل مع عناصر من حزب الله اللبناني الذين يعملون انطلاقا من الأراضي الإيرانية، بحسب تعبيره.
وادعى رئيس حكومة الاحتلال أن تل أبيب تتابع عن كثب ما وصفه بـ«التدريبات» التي تجريها إيران في الآونة الأخيرة.
وفي سياق حديثه عن الاجتماع المرتقب، قال نتنياهو إن هذه القضايا ستكون حاضرة بوضوح في مناقشاته مع ترامب، مشددا على أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، وإنما تهدف وفق زعمه، إلى تحقيق الاستقرار والازدهار والسلام في المنطقة.
وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية قد أفادت، قبل ساعات من هذه التصريحات، بأن طهران نفذت تدريبات صاروخية في عدد من المدن الإيرانية، وهي ثاني مناورات من هذا النوع خلال شهر واحد، ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه التوترات الإقليمية المرتبطة بالبرنامج الصاروخي الإيراني.
وفي السياق ذاته، نقلت قناة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، السبت الماضي، عن مصادر إسرائيلية وأمريكية، أن نتنياهو يعتزم إطلاع الرئيس ترامب على خطط محتملة لشن ضربات جديدة ضد إيران.
وأشارت القناة إلى أن قلق المسؤولين الإسرائيليين تصاعد حيال ما وصفوه بتوسيع إيران لبرنامجها الصاروخي الباليستي، الأمر الذي دفعهم إلى الاستعداد لعرض خيارات عسكرية محتملة على الإدارة الأمريكية.
وذكرت المصادر أن جزءا من الحجج التي يتوقع أن يطرحها نتنياهو يتمثل في التأكيد على أن ممارسات طهران من وجهة نظره لا تشكل تهديدا لإسرائيل فقط، بل تمتد مخاطرها إلى المنطقة بأسرها، بما في ذلك المصالح الأمريكية.
وفي المقابل، أشار مسؤولان إسرائيليان سابقان إلى أن الرئيس ترامب قد يكون أقل حماسة للدخول في أي عمل عسكري جديد ضد إيران.
والجدير بالذكر، أن تعكس تصريحات نتنياهو والاستعدادات للقاء المرتقب مع الرئيس الأمريكي استمرار التركيز الإسرائيلي على الملف الإيراني وتداعياته الإقليمية، إلى جانب السعي لإعادة تحريك مسار خطة السلام في غزة.
وبينما تحاول تل أبيب حشد الدعم الأمريكي لمواقفها، تبقى طبيعة رد واشنطن وخياراتها المستقبلية عاملا حاسما في رسم ملامح المرحلة المقبلة في المنطقة.



