يعد عيد الميلاد المجيد الكريسماس من أكثر المناسبات انتشارا واحتفاءا حول العالم، غير أن طرق إحيائه تختلف بشكل لافت من دولة إلى أخرى، تبعا للخلفيات الثقافية والتاريخية والعادات الشعبية لكل مجتمع.
وبينما تتشابه مظاهر الفرح وتبادل الهدايا في معظم البلدان، تكشف بعض الدول عن تقاليد غير مألوفة تجعل من الكريسماس مناسبة عالمية بطابع محلي فريد.
ويحرص الملايين على الاحتفال بهذه المناسبة بطرق تعكس هويتهم الخاصة، سواء عبر الأطعمة التقليدية، أو الأزياء، أو الطقوس الرمزية التي تناقلتها الأجيال على مر السنين.
أوروبا مزيج من الروح الدينية والاحتفالات الشعبية
في ألمانيا، تشكل أسواق عيد الميلاد القلب النابض للاحتفالات، حيث تنتشر الأكشاك الخشبية التي تقدم الحلوى التقليدية، والمشروبات الساخنة، والهدايا اليدوية.
أما في النمسا، فيبرز تقليد شعبي مثير يتمثل في ارتداء أقنعة مخيفة تُعرف باسم “كرامبوس”، في طقس يهدف إلى طرد الأرواح الشريرة وفق المعتقدات الشعبية.
وفي إسبانيا، يرتبط الكريسماس باليانصيب الوطني الشهير، الذي يُعد الأكبر عالميًا، ويترقبه الملايين سنويًا بينما تتميز إيطاليا بشخصية “بيفانا”، وهي عجوز أسطورية تحل محل سانتا كلوز في توزيع الهدايا على الأطفال.
عادات غير متوقعة الكريسماس بوجه مختلف
في اليابان، ورغم أن الكريسماس ليس عيدا دينيا رسميا، فقد أصبح الاحتفال به تقليدًا اجتماعيًا واسع الانتشار، يرتبط بشكل لافت بتناول وجبات الدجاج المقلي من مطاعم شهيرة، في ظاهرة فريدة لا مثيل لها.
أما في النرويج، فيحرص السكان على إخفاء المكانس ليلة الكريسماس، اعتقادًا بأن الأرواح الشريرة والساحرات قد تستخدمها للطيران.
وفي جمهورية التشيك، تمارس النساء غير المتزوجات طقسًا طريفًا يتمثل في رمي الأحذية لمعرفة فرص الزواج في العام الجديد.
أمريكا اللاتينية ألوان وموسيقى واحتفالات جماعية
تتميز احتفالات الكريسماس في دول أمريكا اللاتينية بأجوائها الصاخبة والمليئة بالحياة. ففي المكسيك، تُقام طقوس “لاس بوساداس” التي تحاكي رحلة مريم العذراء ويوسف النجار، وتتضمن مواكب شعبية وأناشيد تقليدية.
أما في البرازيل، فتأتي الاحتفالات متزامنة مع فصل الصيف، ما يدفع العائلات إلى التجمع في الهواء الطلق وعلى الشواطئ، حيث تمتزج الأجواء العائلية بالعروض الموسيقية والاحتفالات المفتوحة.
آسيا وإفريقيا الكريسماس بطابع محلي خاص
في الفلبين، يُعرف موسم الكريسماس بأنه الأطول عالميًا، إذ تبدأ الاستعدادات والاحتفالات قبل أشهر من موعد العيد، مع إقامة قداسات منتصف الليل بشكل يومي.
أما في جنوب إفريقيا، فتحتفظ بعض العائلات بتقاليد غذائية غير مألوفة، من بينها تناول يرقات الأشجار، في انعكاس للموروث الثقافي المحلي المرتبط بالمناسبة.




