شهد عام 2025 نشاطًا مكثفًا وغير مسبوق لمؤسسات وزارة الثقافة المعنية بالفنون المسرحية والاستعراضية والسينمائية، حيث عكست النتائج المتحققة حالة من الزخم الإبداعي والانتشار الجماهيري، ورسخت مكانة مصر كقوة فنية وثقافية فاعلة على المستويين الإقليمي والدولي.
البيت الفني للمسرح: ذروة التوهج للمسرح المصري
اختتم البيت الفني للمسرح عام 2025 محققًا حصادًا إبداعيًا لافتًا، جسّد ذروة التوهج للمسرح المصري، حيث لم يكن العام مجرد موسم فني عابر، بل ملحمة من العمل المتواصل تُرجمت إلى تقديم 25 عرضًا مسرحيًا، ما بين إنتاج جديد وإعادة إنتاج، بلغ إجمالي ليالي عرضها نحو 1100 ليلة بالقاهرة والمحافظات.
وخلال العام، تم إنتاج 12 عرضًا مسرحيًا جديدًا، نجحت في جذب الجمهور وحققت 465 ليلة عرض رُفعت خلالها لافتة «كامل العدد»، بالتوازي مع إعادة تقديم 13 عرضًا مسرحيًا من الأعمال الناجحة التي واصلت حضورها الجماهيري لأكثر من 400 ليلة عرض.
وفي إطار الدور المجتمعي للمسرح، نفّذ البيت الفني للمسرح مشروع «المواجهة والتجوال»، الذي قدم 235 ليلة عرض تجوال داخل قرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بـ15 محافظة، شملت بورسعيد، الدقهلية، البحر الأحمر، المنوفية، أسيوط، قنا، البحيرة، الفيوم، المنيا، الغربية، شمال وجنوب سيناء، دمياط، الشرقية، وكفر الشيخ، واستفاد من هذه العروض أكثر من مليون مواطن.
وعلى الصعيد الدولي، سجل البيت الفني للمسرح حضورًا بارزًا، من خلال مشاركة عرض «الملك لير» بطولة النجم يحيى الفخراني في افتتاح أيام قرطاج المسرحية بتونس، كما حصد عرض «ذات والرداء الأحمر» أربع جوائز بمهرجان القاهرة الدولي لمسرح الطفل العربي. محليًا، فازت عدة عروض بجوائز كبرى، من بينها حصول عرض «كارمن» على أربع جوائز في المهرجان القومي للمسرح المصري، وفوز الكاتب محمود جمال حديني بجائزة أفضل تأليف عن عرض «يمين في أول شمال».
كما شهد العام افتتاح مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية بعد تطويره ورفع كفاءته، إلى جانب تدشين منظومة الحجز الإلكتروني عبر تطبيق «البيت الفني للمسرح»، في خطوة تدعم التحول الرقمي وتسهيل وصول الجمهور للعروض.
البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية
من جانبه، واصل البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، نشاطه الفني المكثف، حيث نظم عددًا من الحفلات الغنائية لنجوم الغناء في مصر والوطن العربي على المسارح التابعة له بالقاهرة والإسكندرية. كما شاركت الفرق الفنية التابعة له في العديد من الفعاليات الثقافية داخل مصر وخارجها، ومثلت فرقة رضا والفرقة القومية للفنون الشعبية مصر في عدد من المحافل الدولية، بما يعكس ثراء الموروث الفني الشعبي المصري. إلى جانب ذلك، تم إنتاج وإعادة تقديم عدد من العروض المسرحية والاستعراضية الموجهة للكبار والأطفال.
المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية
وأقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة المخرج عادل حسان، عددًا كبيرًا من الفعاليات الثقافية والفنية، شملت مؤتمرات ومسابقات متخصصة، واحتفالات بالمناسبات القومية واليوم العالمي للفنون، إلى جانب إطلاق مسابقات نوعية واستحداث جوائز بحثية في مجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
كما نظم المركز مؤتمر «الإبداع والهوية.. صوت الشعوب»، وأطلق مشروع «الأرشيف الوطني لقاعدة بيانات ودعم الفرق المستقلة والحرة» في مجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، فضلًا عن إنتاج أفلام توثيقية لعدد من رواد الفن والثقافة، حفاظًا على الذاكرة الفنية الوطنية.
مركز الهناجر للفنون
وقدم مركز الهناجر للفنون، برئاسة الفنان شادي سرور، برنامجًا متنوعًا من العروض المسرحية والفعاليات الفنية والمعارض التشكيلية، إلى جانب استضافة 12 ندوة ضمن ملتقى الهناجر الثقافي، وتنظيم 35 معرضًا فنيًا بقاعة آدم حنين، بما جعله أحد المنصات الحيوية للحوار الثقافي والإبداعي.
مكتبة القاهرة الكبرى ومكتبة الحضارة الإسلامية
وقدمت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، وفرعها مكتبة الحضارة الإسلامية بالقلعة، برئاسة يحيى رياض، نحو 1230 فعالية ثقافية وفنية على مدار العام، تضمنت ندوات فكرية، وأمسيات ثقافية، وورشًا فنية، واحتفالات بالمناسبات القومية، إلى جانب استقبال وفود من السفارات والجامعات والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، بما يعزز دور المكتبة كمركز إشعاع ثقافي ومعرفي.
المركز القومي للسينما: حضور محلي ودولي متنامٍ
وشهد المركز القومي للسينما، برئاسة الدكتور أحمد صالح، نشاطًا مكثفًا خلال العام، حيث نظم 115 عرضًا سينمائيًا تنوعت بين الأفلام الروائية والتسجيلية وأفلام التحريك، احتضنتها مواقع ثقافية متعددة، من بينها مركز الثقافة السينمائية، ونوادي السينما، والمكتبات العامة، وقصور الثقافة، وسينما الهناجر بدار الأوبرا المصرية، ومركز الإبداع الفني، وسط حضور جماهيري لافت من محبي السينما وطلاب كليات ومعاهد الفنون.
كما نظم المركز 19 ورشة سينمائية وفنية استهدفت الشباب والأطفال وذوي القدرات الخاصة، إلى جانب ورش فنية للأطفال وكورسات مجانية في مهارات التكوين البصري وأساسيات النقد السينمائي، دعمًا للمواهب وتنمية الذائقة الفنية.
ودوليًا، شارك المركز في 18 فعالية خارجية عبر أسابيع وعروض سينمائية بعدد من الدول، من بينها المغرب، وأذربيجان، وقبرص، والهند، وكوريا، وإندونيسيا، وألمانيا، وبوليفيا، وقطر، وبنين، وإيطاليا. كما واصل دعمه للمهرجانات السينمائية المصرية بمختلف المحافظات، وامتدت أنشطته إلى تنظيم نوادي سينما منتظمة بعدد من الأقاليم.
وأنتج المركز خلال العام ما يقرب من تسعة أفلام وملاحق وثائقية، إلى جانب إعداد خطط لتطوير الإنتاج والتعاون الدولي، من بينها مشروع بروتوكول تعاون مع الجانب الصيني لدعم الإنتاج المشترك وتبادل الخبرات وإدارة أرشيف الأفلام.
ويعكس هذا الحصاد الفني والثقافي تنوعًا وثراءً في المشهد الإبداعي المصري، ويؤكد التزام مؤسسات وزارة الثقافة بدورها في دعم الإبداع، وبناء الوعي، وترسيخ القوة الناعمة المصرية.



