عقد مجلس الأمن الدولى اجتماعا تناول اعتراف إسرائيل بـما يسمى «أرض الصومال» كدولة مستقلة، واستمع إلى إحاطة من مسئول أممى أشار إلى تأكيد المجلس مرارا على احترام سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله السياسى ووحدته.
ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، خالد خيارى، الأطراف الصومالية إلى الانخراط فى حوار سلمى وبناء.
وقال خياري إن الإعلان الإسرائيلى (إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، في26 ديسمبر الجارى) أدى إلى ردود فعل واسعة من المنطقة وخارجها بما فى ذلك من مصر والأردن وجيبوتى والسعودية وتركيا، بالإضافة إلى بيان مشترك من 20 دولة شرق أوسطية وأفريقية برفض وإدانة الاعتراف الإسرائيلى بـ «أرض الصومال».
وأدلى مندوب الصومال ببيان نيابة عن بلاده وعضوى مجلس الأمن الأفريقيين الآخرين الجزائر وسيراليون بالإضافة إلى غيانا، معربا عن الإدانة القوية لما وصفه بالاعتداء الصارخ من قبل إسرائيل على وحدة الصومال وسلامة أراضيه، «من خلال الاعتراف باستقلال الإقليم الشمالى الغربى من الصومال الذى يُطلق عليه (أرض الصومال) وهو غير قادر قانونيا على الدخول فى أى اتفاق أو تدبير أو اعتراف مع دولة أخرى».
وقال إن مثل هذا الفعل يعد انتهاكا مباشرا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الاتحاد الأفريقى وأركان القانون الدولى، مشددا على ضرورة رفض هذا الإجراء وإدانته من جميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، ودعاها إلى اتخاذ موقف موحد قائم على المبادئ فى مواجهة ما وصفها بالأفعال غير القانونية.
وأشار إلى «تصريحات بعض المسئولين بشأن النقل الإجبارى وغير الطوعى لفلسطينيين من موطنهم إلى دول أخرى».
وقال إن الدول الأربع التى يتحدث نيابة عنها ترفض بشكل قاطع أى خطوات تهدف إلى تنفيذ هذه الأهداف «بما فى ذلك أى محاولة من إسرائيل لنقل السكان الفلسطينيين من غزة إلى الإقليم الشمالى الغربى فى الصومال».
وأضاف أن الاعتراف الإسرائيلى بـ «أرض الصومال» لا يخلق سابقة خطيرة فحسب، بل يشكل أيضا تهديدا خطيرا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وجدد السفير البريطانى أمام مجلس الأمن تأكيد بلاده على دعم سيادة الصومال، وسلامة أراضيه، واستقلاله السياسى، ووحدته، وقال إن المملكة المتحدة لا تعترف باستقلال «أرض الصومال».
وقالت المندوبة الأمريكية لدى المجلس، إن «اجتماعات، مثل اجتماع اليوم، تشتت الانتباه عن العمل الجاد لمعالجة قضايا السلم والأمن الدوليين بما فى ذلك فى الشرق الأوسط والقرن الأفريقي».
وأضافت: «فى وقت سابق من هذا العام، اتخذت عدة دول ومنها أعضاء فى هذا المجلس قرارا أحاديا بالاعتراف بدولة فلسطينية ليس لها وجود، ورغم ذلك لم يُعقد اجتماع طارئ للتعبير عن غضب هذا المجلس»، واتهمت مجلس الأمن بازدواجية المعايير.
وقالت إن بلادها ليس لديها أى إعلان بشأن الاعتراف بـ«أرض الصومال»، وإن السياسة الأمريكية لم تتغير.
من جهته، قال المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل - القوة القائمة بالاحتلال فى الأرض الفلسطينية والأراضى العربية السورية واللبنانية - تسعى لإضفاء الشرعية على «مساعى الإقليم الشمالى الغربى بالصومال، المسمى بإقليم أرض الصومال، بالانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية».
وقال إن ذلك الاعتراف يُعد ذريعة «للتواجد غير الشرعى على أرض الصومال العربى الأفريقى، تحقيقا لأجندات سياسية وأمنية واقتصادية معروفة ومرفوضة ومُدانة تهدف إلى تسهيل مخططات التهجير القسرى للشعب الفلسطينى، واستباحة موانئ شمال الصومال لإنشاء قواعد عسكرية فيها».



